الصور المبثوثة عبر الفضائيات من أرض الرباط والصمود العربي، والكفاح المستمر، ورغم ما تظهره من بشاعة الجرائم الصهيونية الإرهابية المرتكبة ضد الأطفال والنساء، وضد الإنسانية عامة،تعكس الإرادة الحية للشعب الفلسطيني الرافض للاستبداد والاستعمار بكل صوره الإرهابية والباحث عن استعادة حقه المسلوب منذ ما يزيد عن ستين عاماً. ستون عاماً مضت والمستعمرون المعتدون مستمرون في ارتكاب جرائمهم اللا إنسانية وانتهاكاتهم للقرار الدولي وسط تحريض ودعم أمريكي وأوروبي واضحين.. وصمت عربي مخز وغير مبرر !! ستون عاماً مضت كتبت تفاصيلها المتتابعة بدم أبناء فلسطين ورسمت أحداثها المتتالية بأنات المرأة العربية الفلسطينية الصابرة، ودموع أطفالها المنكسرة أحلامهم.. الشاهدة على ظلم ذوي القربى وقساوة المجتمع الدولي المتعاطف كلياً مع أفعال وجرائم العدو الصهيوني دون وجه حق أو عدل.. والمحرض لقتل المقاومة.. قتل العروبة.. قتل الحياة. غزة اليوم.. وكل الأرض الفلسطينية تستمر في مقاومتها وتصديها لقوى الشر والعدوان والباطل.. في الوقت الذي تتسع فيه مساحة الجراح النازفة في داخل الأمة. غزة اليوم.. هي آية الحق والصمود، المستمر أبناؤها في ترتيلها بصوت جهور يسمع كل من به صمم.. وهي الوفاء الدائم لقضيتها رغم كل الاستلابات التي تتعرض لها من قوى التآمر القريبة منها والبعيدة عنها. غزة اليوم.. هي الأرض البكر التي ستظل تنجب مئات الأطفال بل الآلاف التواقين إلى النصر والخلاص والحرية، مهما استمر الحصار واشتد واتسع.. ومهما استمر المجتمع الدولي في غمض عينيه عن الجرائم الإرهابية المرتكبة والمتواصلة. غزة.. الصورة الحية المتبقية في زمن العروبة المحاصرة والمقيدة بقوى البغي والعدوان من جانب، وقوى التآمر والخنوع من جانب آخر. غزة اليوم وغداً.. الأنشودة التي سيظل يرددها الشارع العربي من أقصاه إلى أقصاه بقوة وشموخ وكبرياء مهما تمادى المستعمر في غيه وبطشه وجبروته. سلام عليك غزة الأمل، الذي لم ولن ينطفئ وهجه.. أو تسقطه صيحات الهروب والخنوع و«المبادرات» العقيمة المفخخة بلعنات المجتمع الدولي. سلام عليك يا نبض عروبتنا الطاهر.. يا أرض النضال والكرامة.. فالعالم غاضب.. والعالم تائه وعاجز.. والعالم يبكي ويتأسف ويدين!!. سلام عليك أيها الطفل الفلسطيني وأنت تدفعنا لغرس رؤوسنا تحت التراب.. «فلدينا الرجال صاروا عجيناً».. سلام عليك أيتها المرأة الفلسطينية وأنت تطلقين زغاريد الفرحة في وداع أبنائك الشهداء.. وتعلنين استمرار النضال حتى نيل الحرية. سلام عليكم أيها الرجال الرجال.. بنضالكم الدائم.. بمواجهة العدوان المستمر.. بكلمتكم الواحدة التي ستهز عرش الجبروت عاجلاً أم آجلاً!!.. وعذراً يا كل الأرض.. من هذا التيه والعجز العربي المتواصل.