الصورة المأساوية التي خلفتها آلة الحرب الصهيونية على أرض غزة .. لا تحتاج إلى كثير كلام بقدر ما تحتاج إلى أفعال حقيقية يستعيد معها الرجل والمرأة والطفل الفلسطيني شيئاً من الأمن المفقود جراء الصراع الفلسطيني الداخلي. الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة على لسان أطفال فلسطين لا تحتاج من قيادة السلطة الفلسطينية وحماس وكل الفصائل الفلسطينية إلى الاستمرار في تبادل الاتهامات فيما بينها وتحميل طرف منها مسؤولية ما حدث. الصورة الحية الشاهدة على جرائم أبناء صهيون والتي رسمت ألماً على تراب الأرض الطاهرة تدفعنا لطرح العديد من التساؤلات الباحثة عن القضية.. عن المقاومة، وعن الأرض المغتصبة والمدنسة من قبل الآلة الحربية الإسرائيلية التي أكدت بجرائمها اللا إنسانية أنها ستظل شوكة دامية في قلب العروبة التائهة. ماذا بعد هذا العدوان الإجرامي على غزةفلسطين .. غزة البطولة والمقاومة .. غزة الطفولة الأليمة المسروق ابتسامتها والمهدرة دمها .. غزة الصمود الذي لن يقهر أو يتزعزع، والعنفوان المستمر في الحياة بقوة ؟. ماذا بعد أن أكدت المقاومة أن الحق لن يضيع .. وأن الأرض ستعود، وأن فلسطين ستستمر في إنجاب الرجال القادرين على مواجهة العدو واستعادة الحق المسلوب ماذا بعد أن وثق أطفال فلسطين بدم قلوبهم قصة العدوان الإجرامي الإرهابي في كل حي من أحياء غزة.؟ ما الذي ينبغي على أبناء فلسطين جميعاً .. في غزة وفي الضفة الغربية وفي القدس وفي كل الأرض الفلسطينية القيام به للوصول إلى كلمة سواء تعزز الاصطفاف الوطني وتحقق المصالحة الفلسطينية .. وتنهي كل أشكال الخلافات التي أثرت في مجرى القضية ودفعت العدو الصهيوني إلى تكرار اعتداءاته الوحشية وحماقاته بحق الأرض الفلسطينية والإنسان الفلسطيني. هل نستمر في الحديث عن الانتصار الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 1250 شهيداً معظمهم من الأطفال والنساء وجرح أكثر من 5500فلسطيني ؟. هل نستمر في الحديث عن الانتصار غير المكتمل وعن إبراز الدور الذي حققته المقاومة المشتتة ضد العدو الذي لا يرحم ؟. ماذا بعد يا هؤلاء .. هل نعود إلى ما كنا عليه سابقاً من تحريض واقتتال داخليين تضيع معهما صرخة الأم المكلومة ودم الطفل الشهيد ؟!. تخطئ المقاومة ..بل تخطئ كل الفصائل الفلسطينية إن اعتقدت أو تصورت أن هذا الشتات القائم هو من سيعيد الأرض .. وهو ما سيؤدي بإسرائيل وأركان حربها الإجراميين إلى الرضوخ والاستسلام. يخطئون ألف مرة إن اعتقدوا أن ذلك الانقسام وتلك العداوة الأخوية التي أصبحت ظاهرة وغير مخفية ستجبر الولاياتالمتحدةالأمريكية عن وقف دعمها لإسرائيل وتحقيق السلام الموعود. ليس أمام الفصائل الفلسطينية جميعها إلا التخلي عن لغة الاتهامات المتبادلة التي تسببت في إضعاف القضية والرضوخ لصوت العقل والحكمة الباحث عن وحدة الصف والموقف الفلسطيني الثابت غير المجزأ ..والإدراك العميق أن بقاء الخلافات والانقاسامات سيؤدي بكل الجهود المعتملة حالياً إلى موت القضية الفلسطينية وإهدار دمها. ويبقى التأكيد في الأخير أن حماية القضية الفلسطينية هي بأيدي أبناء فلسطين جميعاً دون تفريق. بأيديهم وحدهم قرار العودة إلى جادة الحق والصواب أو الاستمرار في الشتات الذي لن يؤدي إلى الانتحار وموت القضية.