فنزويلا تقطع علاقاتها بالكيان الاسرائيلي وتأتي بوليفيا لتسير على هذا المنوال، بينما العرب لم يفعلوا شيئاً، مما دعا النائب وليد الطبطباني في البرلمان الكويتي أن تنتقل الجامعة العربية إلى كاراكاس لتكون في رعاية «شافيز»!! نخشى الآن أن تثمر جهود هذا الكيان الاسرائيلي الغاصب باستثمار حرب أخرى هي حرب بث الفرقة والخلاف بين العرب، فصحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية صرحت بأن الحرب الاسرائيلية ضد غزة تمت بعد الاتفاق مع زعماء عرب ثلاثة، يرفضون أن تسيطر أفكار حماس «الإرهابية» لتحكم المنطقة.. وأحسب أن الكيان الاسرائيلي يثير هذه الفتنة، لتزيد الهوة في الموقف العربي، ليؤكد للرأي العام أن المعسكر العربي معسكران؛ معسكر الاعتدال الذي يحب السلام، ومعسكر التطرف والإرهاب الذي يرفض السلام. نخشى أن تكون هذه الفتنة قد نجحت، فحتى الآن هناك دعوة لثلاث قمم؛ قمة مستحدثة من قمة مقررة من قبل هي قمة الكويت يقول المراقبون إن البيان سوف يبارك مبادرة مصر، ويؤكد على مبادرة السعودية للسلام، وتسمى قمة الاعتدال، لأنها تدعو الأطراف الكيان الاسرائيلي والعرب إلى السلام، وتنبذ الفصائل المتطرفة. وهناك قمة الدوحة التي دعت إلى قطع العلاقات مع العدو الاسرائيلي وفتح المعابر وانسحاب الاسرائيليين من غزة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والتبرع «فوراً» بمليار دولار لإعمار غزة. وهناك قمة الخليج التي عقدت في الرياض عاصمة السعودية.. ليس من شك أن دولة قطر قد وصلتها الرسالة، وهي أنها لا تستطيع كدولة خليجية أن تخرج عن الهدف الأكبر الذي من أجله وجدت منظمة الخليج الإقليمية «دول مجلس التعاون»، أن تكون هذه الدول الصغيرة كما يقول بعض المفكرين العرب تابعة للمركز الأكبر في هذه المنظومة، ولقد بدا هذا التذمر في خطاب أمير قطر الذي قال إن هناك ضغوطاً على الدول العربية كيلا يحضروا قمة «الدوحة».. وأردف بالقول: «حسبي الله ونعم الوكيل»!! فهل يصبح الخليج خليجين قريباً وهذا جزء من مهمة حرب خافية يقودها الكيان الغاصب اليهودي تهدف إلى تمزيق العرب بشكل أكبر.