مجلس الأمن تلكأ في انعقاد جلسته التي افترض العالم أنها ستوقف «الرصاص المذاب» وهو الأمر الذي اختاره الكيان الاسرائيلي لصبّه على رؤوس أهل غزة. وسبب هذا التلكؤ هو أن أمريكا تريد أن تتيح الفرصة بشكل أفضل لإبادة أكبر عدد ممكن من أهل غزة. وأبو مازن ينادي بنشر قوات دولية في غزة، ومصر تكرر نفس الطلب، والسبب هو أن تحول هذه القوات الدولية دون مقاومة اسرائيل من قبل أهل فلسطين في غزة أسوة بالقوات الدولية المنتشرة في جنوبلبنان والتي تعمل على حماية الكيان الغاصب من المقاومين اللبنانيين. إن ساركوزي الرئيس الفرنسي، وهو من أصل يهودي «جده لأبيه» كما تقول «الأهرام» المصرية ينتقد أهل غزة بأنهم وهو الاتهام الأمريكي نفسه واتهام بعض الزعماء العرب بأنهم يضربون الكيان الغاصب بالصواريخ. ونسي هؤلاء أن الصواريخ تقرّها المواثيق والشرائع والقوانين الدولية؛ ليس من أجل الحرية وطرد الكيان الغاصب وحسب؛ ولكن من أجل فك هذا الحصار الخانق على غزة التي اختار شعبها طريق المقاومة خياراً للتحرير. لقد منع الكيان الاسرائيلي العلاج والماء والكهرباء والطعام والدواء، وقطع الوقود على أهل غزة، لأنها لم تختر طريق السلام المزعوم الذي لم يحقق أي شيء للذين نادوا به، ابتداءً من «أوسلو» وانتهاء «بأنابوليس». والسؤال: من الذي بدأ الحرب؛ أهو الكيان الاسرائيلي الذي فرض الموت البطيء على غزة أم صواريخ حماس؟!. لقد تخلّى الصديق والشقيق عن أهل غزة، حتى إنه رُفض إخراج الجرحى والمرضى وإدخال الطعام إلى فلسطين«غزة» فلم يكن بد من محاولة فك الحصار بالصواريخ التي يسوغ القانون الدولي العادل استخدامها من أجل فك حصار الموت. أمريكا منحازة بالمطلق إلى الكيان اليهودي، والعرب تخلّوا، وأظن أن تشافيز، الرئيس الفنزويلي هو الجدير بلقب «زعيم العرب»!!. هكذا يقول الشارع العربي؛ لأنه شعر بالعار الإنساني فقام بطرد السفير اليهودي من كاراكاس؛ بينما العلم الاسرائيلي لايزال يرفرف جذلاناً وسعيداً بما يجري في غزة وما جاورها في بعض البلدان العربية. الانقسام العربي موجود بين الزعماء؛ فبعضهم لا يريد إلا أن يكون طيباً جداً مع أمريكا إلى درجة أن هذه الدماء المراقة البريئة لابد أن تكون فداء للخاطر الأمريكي. وبعضهم يتطابق انفعاله مع انفعال الشعوب التي لا تملك إلا الحناجر وحسب!!.