يقتحم اليهود بطائراتهم من الجو، وبوارجهم من البحر، ودباباتهم من البر مدينة غزة لاستئصال الشعب الذي اختار المقاومة وسيلة وحيدة للتحرير. والحق أن العالم يتظاهر، ولكن المظاهرات لا تنقذ طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً ولا شاباً من الموت ولا منزلاً من الدمار!!. ولحسن الحظ فإن القمة العربية لم تنعقد، فانعقادها سيكون كالعادة مجرد امتصاص لغليان الشارع العربي الذي يتمنى أن تفتح له المعابر والحدود للجهاد المقدس لإخراج اليهود الغاصبين من أرض الإسلام والعروبة فلسطين. بل إن القمة العربية كالعادة تصبح مسوغاً لليهود أمام العالم أن العرب يجتمعون لاقتلاع اليهود شعب الله المختار. في اسطنبول عاصمة الخلافة الإسلامية - في عصر الانحطاط - خرج أكثر من مليون تركي مسلم ونصراني ولا ديني، استجابة لنداء الإنسانية ضد الصلف اليهودي العاتي. بينما يدعو بعض الزعماء العرب بضبط النفس ويماطلون كيلا ينعقد مجلس "الخوف الأمريكي" في نيويورك والمسمى «مجلس الأمن» الذي يرى وسيرى في المستقبل أن رمية حجر طفل فلسطيني خطر يهدد كيان اسرائيل، العضو في الأممالمتحدة وحمامة السلام في أجواء الشرق الأوسط ورائدة الديمقراطية في العالم. بينما طائرات ال"اف 16" والصواريخ الذكية التي تذيب المنازل وتصهر المدارس والمساجد صهراً، ودبابات الميركافا وصواريخ البوارج الأمريكية إنما هي مجرد رد فعل لهذه الحجرة التي لا تتعدى قبضة كف الطفل الفلسطيني الصغير!!. لقد أعجبني ما قالته فلسطينية شابة: «إن على أهل غزة أن يتبرعوا للزعماء العرب بالدم، دم الغيرة والكرامة والشعور بالغيرة والحق والواجب». فما أهون هذه المرحلة التي يختبئ فيها الزعماء في جحورهم، حتى إنهم ليتركون هوايتهم المحببة "المايكرفون" فلا يقولون ولا يخطبون ولا يشعرون!!. قد يستطيع الكيان الاسرائيلي أن يقتحم غزة، ويقلبها على رؤوس أهلها؛ ليس هذا مهماً، لكن من العيب والعار على كثير من الزعامات العربية التي تعد نفسها «مركزية» أن يحصل ذلك وهم موجودون يستقبلون وأمام التلفزيونات يتصورون. ليفعل اليهود ما يشاؤون؛ غير أن الشعب العربي والمسلم يعلم أن المؤامرة لم تكن يهودية وحسب وإنما للأسف، للأسف، للأسف «....». والله بالمرصاد.