يختصم الفلسطينيون الآن حول المال الذي جمعته الشعوب العربية والإسلامية من تبرعات الأفراد والحكومات والمؤسسات الخيرية إلى أين يذهب هذا المال، ومن يحق له أن يأخذه؟!. إن هذا المال بكل تأكيد ينبغي أن يذهب إلى المتضررين في غزة، أولئك الذين نكبهم العدوان اليهودي فدُكّت بيوتهم وسويّت بالأرض وفقدوا ذويهم وأهلهم؛ لأن المال إنما جمع من أجلهم. السلطة الفلسطينية تقول إنها أحق بالمال، وأصحاب حماس يقولون إنهم جديرون بهذا المال، وإذا كان ولابد فإن علينا أن نبحث عن آلية مناسبة ليصل المال إلى المستحقين؛ فلا نسلم المال لا للسلطة الفلسطينية ولا لحماس خروجاً من هذا الإشكال. فالشعب الفلسطيني بكل وضوح لا هو حماس ولا هو السلطة الفلسطينية، الشعب الفلسطيني هو هذا الشعب المنكوب المطرود من أرضه بالصواريخ والطائرات والبوارج والدبابات. هو هذا الذي يعيش في العراء يفترش الأنقاض ويلتحف السماء بكل ما فيها من رياح باردة وشمس حارقة. إن الشعب الفلسطيني هو هذا الشعب الجائع العاري الذي أنهكه المرض كما أنهكه تآمر أعدائه وأصدقائه على السواءً. لقد دعا بيان لعلماء المسلمين أن لا يسلّم المال إلا لأهل غزة المنكوبين بواسطة جهات موثوق بها؛ إما عن طريق الجامعة العربية أو جمعيات غير منتمية حزبية؛ وإما بالمشاركة الفلسطينية ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وهكذا يختلف العرب حول كل القضايا؛ فلقد اختلفوا حول البيان الذي ينبغي أن يصدر عن القمة، والرأي حول من ينبغي له أن يأخذ المال!!. ولا حول ولا قوة إلا بالله.