المليارات «خمسة مليارات دولار أمريكي» جُمعت لإعمار غزة التي دمّرها الكيان الاسرائيلي الغاصب لفلسطين ومقدسات المسلمين. غير أن المتبرعين يشترطون ألا تذهب هذه الأموال إلى حركة حماس "الإرهابية" بحسب زعمهم، وكأن حماس وليس الطيران والدبابات والمدافع والبوارج الحربية الاسرائيلية هي التي دمرت غزة!!. لقد أصبحت غزة أنقاضاً، وأهلها يعيشون في خيام بين المطر والبرد القارس والغبار الذي تذروه الرياح. فلا مشافي كافية، ولا مدارس، ولا جامعات، ولا كهرباء في معظم الأحياء، والمعابر لاتزال مغلقة، والطرقات مدمرة.. إلخ من المعاناة. كان المؤتمرون قد اشترطوا أن هذه المبالغ يمكن أن تذهب إلى حماس شريطة أن تدخل في عملية السلام، أن ترضي اسرائيل. وأن يموت أهلها جوعاً وعطشاً ومرضاً، وأن يعيشوا محاصرين دون أن يقلقوا أمن العزيزة اسرائيل لا بالكلام ولا بالصواريخ. قال أهل غزة إنه أشرف لهم أن يموتوا جوعاً وعطشاً ومرضاً على أن يعترفوا بالاحتلال الاسرائيلي. وإن مليارات الدنيا لا يمكن أن تكون ثمناً لفلسطين وقُدسها وحرمها الأقصى، وإن هذه المليارات «الرشوة» تفقد قيمتها وأهميتها إن أهلها دفعوها لشراء الشرف الفلسطيني. لقد صمد أهلنا في فلسطين، ودافع أهل غزة دفاع الأبطال الكرماء عن وطنهم، وضربوا المثل الأعظم في الشجاعة دون الحق والمروءة. بل ضربوا المثل الأعلى في التكافل الاجتماعي الذي ضاع منذ مئات السنين بين المسلمين. المتضرر هم أهل غزة، والذين يطلبون المال أن يذهب إليهم هم الذين كانوا ينتظرون في رفح لاستلام السلطة بعد اقتلاع حماس!!. ولقد حظيت اليمن بما لها من مواقف مشهودة بأن تكون رئيس لجنة المصالحة الفلسطينية بين أنصار حماس وحركة فتح. بل إن اليمنيين يحظون باحترام مختلف الفصائل الفلسطينية دون تحفظ وبكل وضوح، فاليمن ضحّى بالكثير من أجل جمع الشمل والحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة. الحق أن غزة وليس غيرها هي المدمرة، وهي الأولى بمشروعات الإعمار، وعلى المناضلين الثوريين في فتح وغير فتح أن يؤثروا غزة على أنفسهم وعلى المراحل النضالية الأخرى. وليس من شك في أن القيادة اليمنية ستكون فاعلة لتنفيذ خيار غزة الجريحة.