الذي يسيطر على قطاع "غزة" فلسطين هي حركة حماس، والأمريكيون والأوروبيون والكيان الاسرائيلي سعداء جداً بإقالة حركة حماس من الوزارة؛ وتعيين حكومة طوارئ جديدة بدلاً عنها، ولقد صدرت قرارات رئيس السلطة الفلسطينية بتجريد مليشيات حماس العسكرية؛ لأنها غير قانونية. فإن الكيان الاسرائيلي وأوروبا وأمريكا وراء هذا الكيان يدفع لاستخدام القوات المسلحة لتثبيت الشرعية لحركة فتح والتي يرأسها أبومازن، وهذا ما سيعجل بحرب أهلية فلسطينية بين حركة حماس ومن يؤيدها، وفتح ومن يشجعها. وقد اتهمت حماس فتحاً بأنها تتلقى التدريب في الكيان الاسرائيلي وكذلك السلاح، والكيان الاسرائيلي لا يحب «فتح» ولا «حماس» فكلاهما أعداء لهذا الكيان. وبدهي أنه إذا تطوعت حماس بدلاً عن الكيان الاسرائيلي فقاتلت فتحاً، وإذا اندفعت فتح لقتال حماس؛ فإن هذا شيء يسعد اليهود ومن وراءهم، ولقد اتضح أن الكيان الاسرائيلي سعيد بما حدث بين الفلسطينيين؛ فأطلقت اسرائيل بضعة ملايين من الدولارات احتجزتها من أموال الضرائب الفلسطينية، كما قامت بوعد حسني مبارك بإطلاق سراح فلسطينيين ينتمون لحركة فتح، وصرح «أولمرت» أنه الآن مستعد للسلام مع الفلسطينيين؛ لأنه لا وجود لأي وزير من حماس في وزارة الطوارئ الجديدة. أخشى أن يتعامى الفلسطينيون عن الحقيقة، حقيقة أن الكيان الاسرائيلي عدو أهل فلسطين جميعاً "حماس وفتح" وأن صواريخ هذا الكيان لا تفرق بين فتحي وحماسي، وأن أفضل وسيلة لطمس قضية فلسطين هي أن يقتل الفلسطيني أخاه الفلسطيني، هذا الاقتتال الذي يلغي بدوره حماس وعطف ونصرة أي إنسان مع القضية الفلسطينية، وهو بعض أهداف الكيان الاسرائيلي، وهو ما عبّر عنه أولمرت في قمة «شرم الشيخ» حين قال: كيف نسلّم أراضي فلسطينية أخرى لأناس لايزالون يصطرعون على غزة والضفة الغربية، إننا في اسرائيل أفضل من الفلسطينيين؟!. يا لطيف نسألك اللطف، وأن يحافظ أهل فلسطين على دمائهم، لتكوين وقوداً للتحرير.