دعا الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم الاثنين الى عقد مؤتمر دولي للسلام تشارك فيه اسرائيل والسلطة الفلسطينية وعدد من الدول العربية من اجل احياء عملية السلام في الشرق الاوسط. ورحبت السلطة الفلسطينية بالمؤتمر الذي من المقترح أن يعقد في الخريف المقبل. وقال نبيل عمرو مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقناة "العربية" الفضائية إن هذه الدعوة تعد نقلة نوعية للعمل السياسي الأمريكي بشأن القضية الفلسطينية. ودعا الرئيس الاميركي, في كلمته اليوم بمناسبة الذكرى الخامسة لطرح رؤيته بشأن دولة فلسطينية, الدول العربية التي لم توقع السلام مع اسرائيل حتى الان الى "وضع حد لوهم عدم وجود اسرائيل" وفتح حوار مع الدولة العبرية. كما دعا دول الجوار إلى إبداء الدعم القوي لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس وحكومة سلام فياض (وهي حكومة الطوارئ التي شكلها عباس بعد إقالته حكومة الوحدة الوطنية التي كانت تتزعمها حماس). وقال: "علينا أن نضمن أمن اسرائيل وأن الدولة الفلسطينية قابلة للوجود والاستمرار.. وأن هذه الدولة لن تقوم بالإرهاب.. ويجب تفكيك البنى التحتية للارهابيين وتسليم أسلحتهم وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي (جلعاد شاليط) الموجود حالياً بين الارهابيين). وذكر أنه على رئيس وزراء إسرائيل ايهود أولمرت إيصال الأموال المجمدة إلى حكومة فياض وألا يواصل احتلال الضفة الغربية وإيقاف بناء المستوطنات وإزالة المستوطنات غير الشرعية. وكان ايهود اولمرت التقى محمود عباس في وقت سابق اليوم الاثنين في القدس, فيما اعتبرت كتائب "عز الدين القسام", الجناح العسكري لحركة حماس, اللقاء بأنه"عبثي ويعطي الغطاء للاحتلال". وقال ابو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام في مؤتمر صحافي مشترك مع ثلاث مجموعات عسكرية في غزة "هناك تنسيق مباشر بين رئاسة السلطة والاحتلال الصهيوني, هذه لقاءات عبثية". الحوار واضاف ابو عبيدة الذي كان ملثما "كنا نامل من عباس الحوار مع ابناء شعبنا بدلا من اللقاءات مع العدو ..اننا ننظر للقاءات بخطورة بالغة وهي تعطي الاحتلال غطاء ولذلك ندينها ونرفضها". من جهته, قال ابو عبير المتحدث باسم ألوية "الناصر صلاح الدين", الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية: "ندعو رئاسة السلطة للتوقف عن الممارسات التي تسعى للاجهاز على المقاومة والتي تقدم خدمة للعدو". وتابع "نرفض مصطلح العفو عن المطاردين لأن المقاومة ليست جريمة, ونعلن رفضنا لتسليم سلاحنا او وقف المقاومة ضد الاحتلال مهما بلغت التضحيات لأن سلاح المقاومة مرتبط بوجود الاحتلال". وكان عباس الآتي من رام اللهبالضفة الغربية, وصل الى مقر اقامة اولمرت في شارع بلفور وسط القدس الغربية وسط اجراءات امنية مشددة. ويعود اللقاء الأخير بين المسؤولين الى 25 يونيو/ حزيران في شرم الشيخ بمصر حيث اعلن اولمرت اتخاذ سلسلة من الاجراءات الهادفة الى تعزيز موقع عباس بعد ان ادت مواجهات دامية بين حركتي فتح وحماس الشهر الماضي الى سيطرة حماس على غزة وفتح على الضفة الغربية. ومن جانبه, اعلن اولمرت خلال لقائه عباس ان اسرائيل تنوي اطلاق سراح 250 سجينا فلسطينيا بحلول نهاية الاسبوع, على ما افاد مصدر رسمي اسرائيلي. فتح و"الشعبية" و"الديموقراطية" وقال مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى للصحافيين اثر انتهاء اللقاء ان "رئيس الوزراء اطلع عباس على التطورات بشأن اطلاق سراح الاسرى.. اللجنة الوزارية ستجتمع غدا للنظر في لائحة تضم 250 سجينا وضعتها الاجهزة الامنية الاسرائيلية, وما ان تصدر الموافقة, سيتم اطلاق سراحهم الجمعة الا في حال كانت ثمة اجراءات قانونية تحول دون عملية الافراج". واوضح المسؤول ان 85 % من المفرج عنهم ينتمون الى حركة فتح بزعامة عباس و15 % الى الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين اضافة الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ومن بين السجناء ال250 المعنيين ثمة احد عشر قاصرا ومحكومون يمضون العام الاخير من عقوبتهم. وانهم "محكومون جميعا بتهمة الارهاب لكن ايديهم غير ملطخة بالدماء", وهي الصيغة التي يستخدمها الاسرائيليون للاشارة الى الفلسطينيين الضالعين في هجمات اسفرت عن قتلى