تقرير جولدستن أحدث ردود أفعال واسعة في العالم؛ لأن الأغلبية في منظمة دولية هي حقوق الإنسان كانت مع القرار.. وأكدت الدول المساندة للكيان الإسرائيلي أنها ستظل وفية ومدافعة عن الكيان الإسرائيلي الغاشم، مهما تمادى في عدوانه وضلاله أبداً. وإن تعجب فعجب أن امريكا تبنت موقفاً أكثر تشدداً من الكيان الإسرائيلي نفسه، ولم تخجل قط من أن هذا الكيان إنما يقوم الآن بهذا الصلف العدواني بضوء أخضر منها، بل إن الصواريخ الفوسفورية المحرمة دولياً إنما هي صناعة امريكية، وتعلم امريكا علم اليقين أن هذه الصواريخ سوف تخصص لقتل أبناء الوطن المحتل الفلسطيني. والعالم قد شهد بالصوت والصورة والأبيض والملون مئات القتلى من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في أحداث غزة.. وكانت كثير من دول العالم قد صوتت للقرار، بينما اعترضت الدول التي خلقت الكيان الاسرائيلي؛ لأن هذا الكيان يمثل الوكيل الوحيد لابتزاز العرب وفلسطين بالدرجة الأولى. كما اتضح أن العرب غائبون عن ممارسة الدور الفعال والمساند للقضية الفلسطينية، باعتبارها لا تقول قضية العرب والمسلمين الأولى ولكنها قضية الحق الأولى. مشكل فلسطين للأسف الشديد أصبح مشكلاً مضاعفاً، بسبب الاصطفافات المتناقضة داخل الوطن العربي، ففلسطين أصبحت للأسف البالغ أصبحت أكثر من قضية، فهناك فلسطين المعتدلة وفلسطين المتطرفة، فلسطين العلمانية، وفلسطين إلى غير ذلك. تقرير جولدستون حاول أن يكون منصفاً واستخدم صيغة دبلوماسية؛ لأنه ندد بمتطرفي حماس، وكان عليه أن لا يغفل ذلك لأن حماس فلسطينيون اعتدى اليهود على أرضهم وأصبح هؤلاء الفلسطينيون مستهدفين بالطائرات في الجو والدبابات من البر والأسطول من البحر.. فكيف لا يكون من حقهم أن يدافعوا عن أنفسهم؟ إنه منطق النفاق تماماً.. أما العرب فعليهم أن «يبللوا» رؤوسهم لأنهم لم يعقلوا ما ينبغي!