هناك ثلاثة أنظمة في العالم «النظام العربي» و«النظام الإسلامي» و«النظام العالمي».. هذه الأنظمة صار لها عقود، أي أن أعمارها كبيرة طويلة، ورغم ذلك فشلت في إيجاد وصياغة وإقامة عالم ديمقراطي عادل حر، يسوده الأمن والسلام والاستقرار والإخاء والمساواة، والتعاون والحق والخير. - النظام العربي، ممثلاً ب«الجامعة العربية» وقمتها ومؤسساتها. - النظام الإسلامي، ممثلاً بمنظمة المؤتمر الإسلامي، وقمتها، ومؤسساتها. - النظام العالمي، ممثلاً بهيئة الأممالمتحدة، ومجلس أمنها، وقمتها، ومؤسساتها. النظامان «العربي والإسلامي» لم يحققا الوجود العربي الإسلامي، الديمقراطي، الحر، المستقل، السيد، الناهض، المتقدم، الموحد، القادر على اتخاذ مواقف وقرارات قوية إيجابية فعالة في مواجهة أعدائها، وفي تقرير مصيرها، وامتلاك إرادتها، وتحقيق نهضتها، وتحرير أرضها ومقدساتها من العصابات الصهيونية الغاصبة، التي طيلة ستين عاماً وهي تهزأ وتستهتر وتذل وتهين العرب والمسلمين بما ارتكبته من اغتصاب لفلسطين، وارتكاب المجازر والتنكيل والتدمير والاحتلال ضد شعبنا العربي الفلسطيني والأقطار المجاورة، ويكفي ما ارتكبته من عدوان على لبنان عام 2006م، وعلى غزة أواخر عام 2008، وبداية 2009م، حيث أقدمت على شن حربها المفتوحة على القطاع غير آبهة، أو واضعة أي اعتبار للنظامين العربي الإسلامي اللذين وقفا متخاذلين خائفين أمام همجية ووحشية وبربرية «الحرب المجنونة» ضد غزة.. مرتكبة أفظع الجرائم وأبشع المجازر الإبادية ضد سكان غزة المدنيين، مخترقة ومنتهكة كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية.. ومع ذلك ظل النظام العربي والنظام الإسلامي متخاذلاً، ذليلاً، عاجزاً عن اتخاذ موقف يرغم العصابات الصهيونية على احترامه ومهابته، وإيقاف عدوانها، والقبول باليد العربية الممدودة للسلام.. السلام العادل والشامل، وفق القرارات الدولية.. هذا يكفي لرحيل النظامين «العربي والإسلامي»، وترك الشعوب تقرر مصيرها، وتختار النظام الذي يستعيد لها كرامتها ومكانتها وهيبتها وسيادتها واستقلاها ووجودها وحريتها ويحقق لها النهضة والتقدم والوحدة. وهكذا هو النظام الدولي «هيئة الأممالمتحدة» و«مجلس أمنها» و«مؤسساتها»، لم يعد صالحاً بعد أن عجز خلال ستين عاماً أن يلزم، ويرغم العصابات الصهيونية الغاصبة العنصرية على تنفيذ قراراته، ويمنع القوى الغربية المهيمنة على مجلس الأمن من التصرف بانحياز وتعصب وتطرف مع العصابات الصهيونية، خاصة «الولاياتالمتحدة، وبريطانيا».. فطيلة عمر النظام العالمي وهو يعاني من العجز والفشل في أداء دوره لإيجاد عالم حر ديمقراطي متعاون يسوده السلام والأمن والاستقرار والرخاء.. وذلك بفعل الصلاحيات الممنوحة للخمس الدول الأعضاء في مجلس الأمن «الفيتو» واستخدام «أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا» هذه الصلاحيات استخداماً سيئاً لمناصرة الظلم والقهر والاستبداد والطغيان والعدوان ضد شعوب العالم، وتنتصر ل«الاغتصاب الصهيوني، العنصري، الإرهابي، الاستيطاني»، وتدعمه للتمرد والرفض لقرارات الشرعية الدولية.. لذا فهذا النظام الدولي فاشل وغير صالح، وهو ما يستدعي ثورة عالمية لتغييره واستبداله بنظام جديد عادل لا يخضع لهيمنة أحد، وقادر فعلاً على بناء عالم جديد.