ظن الكيان الإسرائيلي وبعض الظن إثم أن القوة القاسمة ولجوءها إلى هذا الإفناء والتدمير الذي استخدمته في غزة قادرة على أن يعيد لها الاعتبار الذي فقدته في حرب يوليو 2006م. لقد زيّف الكيان الإسرائيلي وكذب على العالم حينما ظن أنه أكبر قوة في الشرق الأوسط، والذي جعل هذا الكذب مقبولاً أن هذا الكيان كسر غرور جمال عبدالناصر الذي هزم من قبل سوء الإعداد والتخطيط والغفلة سنة 67. وجمال عبدالناصر كان هو القطب الأوحد الذي ناهض الاستعمار والرجعية العالميين، مما جعل ثلاث قوى تضربه عام 56م فيما سمي بالعدوان الثلاثي: فرنسا، بريطانيا، الكيان الإسرائيلي!! ثم جاءت حرب73 وكان التفاف اليهود على الجيش المصري من خلال المدد الأمريكي من خط «الدفوفوار» فوافق الرئيس السادات على وقف الحرب ومضى في مخططه الانهزامي الاستسلامي، ولم يتحقق السلام الذي كان يروّج له غير الأنور وبشر بموجبه شعبه المصري بأن كل فرد سوف يأكل كل يوم «فرخة!!». كان اليهود إذن يريدون أن يقولوا للعالم بأنهم أكبر مقاولي الحرب في الشرق الأوسط لتستمر دول الخليج والمنطقة في تشغيل مصانع الحرب الأوروبية والأمريكية، فتشتري بألوف المليارات هذه الأسلحة التي لم تستخدم وربما لن تستخدم في أي حرب تدافع عن العروبة والإسلام. كان اليهود يريدون أن يقولوا إن اسرائيل هي القوة الضاربة في المنطقة وإن هزيمتها في لبنان كان استثناءً، ولكنها خابت وخسرت وربح الغزاويون المسلمون المعركة فلم يستطع الكيان المعتدي أن ينتصر، بل كانت هذه الحرب انكساراً وهزيمة لليهود. لقد دمرت اسرائيل البيوت على رؤوس أهلها ومزقت الأجساد، أجساد الأطفال والنساء وخرّبت المساجد على المصلين إلى درجة أن ثار العالم كله على هذا العدوان الهمجي، ولكن إرادة شعبنا في غزة لم تنكسر. إن ماحصل في غزة كما قال الأخ الرئيس علي عبدالله صالح يثبت مرة أخرى أن هذا الكيان كيان هش وضعيف وجبان، لم يستطع أن يحرر شاليط العسكري اليهودي الأسير، ولم يستطع أن يوقف صواريخ المقاومة ضد الحصار. انتصر أهل غزة وانتصر المسلمون بالدعاء والعزيمة وخاب المعتدون وأذنابهم وعرف العالم حقيقة التآمر.. وصدق وعد الله لعباده، وليست المهلة التي منحها المقاومون للعدو اليهودي الحانق المهزوم لمدة أسبوع للانسحاب إلا دليل نصرة وعزة.