من المؤكد أننا سبقنا العالم في كلمة لا .. التي أكدت رفضنا المطلق للصلح مع اسرائيل.. وطوال فترة ما بعد قمة الخرطوم العربية في فترة الستينيات، التزم العرب بهذه اللاءات وجاءت اللحظة الحرجة التي غيرت مجرى التاريخ، حيث انقلبت الآية، إذ صار لاسرائيل لاءاتها الخاصة بها التي من العجب أنها «لا» صمدت أكثر مما اتفق عليه العرب في لاءاتهم المشهورة قمة بعد قمة والتي أصبحت مع الأيام حبراً على ورق.. والأكثر غرابة أن العرب في فرضهم لكلمة «لا» المشهورة كانوا يهدفون إلى السلام وإعادة الحقوق العربية بينما هدفت اسرائيل في لاءاتها إلى الغزو والاحتلال والقتل والتشريد. والأكثر من ذلك أن العالم العربي يقف مع لاءات اسرائيل العدوانية ليس عن اقتناع بل عن ضغط دولي رهيب مع ما يواكبه من ضغط وسيطرة يهودية على اقتصاديات وموارد دول العالم وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تدّعي السلام وتقتل أبناء غزة بسلاح أمريكي ويد اسرائيلية!. والتساؤل الذي يطرح نفسه وبإلحاح على الساحة العربية هو: كيف نقنع العالم بموقفنا الذي لا يحتاج إلى إيضاح؟.. فالعدوان واقع علينا ولا يحتاج إلى دليل، والاحتلال في أرضنا تراه كل دول العالم.. وتشريد شعبنا العربي يحس به كل صاحب ضمير حي.. إذن مالذي نحتاجه حتى نؤكد موقفنا ونسقط لاءات اسرائيل!؟. الجواب لا يحتاج إلى دراسة وبحوث ولجان ومؤتمرات.. فمحاربة اسرائيل إعلامياً هو الحل الذي يمكننا معه من إسقاط لاءات اسرائيل وإسقاط أهدافها وخططها التوسعية. المطلوب فقط جهد عربي مكثف ليس في الوطن العربي بل في العالم الغربي.. موقع اللوبي الصهيوني ومركزه القوي. ومع أن لاءات العرب سقطت.. ولاءات اسرائيل ثبتت إلا أننا نؤمن بأن الحق لابد أن يظهر ولكن بعيداً عن الشعارات والبيانات والخطب.. فإسرائيل وصلت إلى أهدافها، بالسلاح ولا شيء غير السلاح معضدة أيضاً بالتضليل الإعلامي الصهيوني في الخارج. إذاً لنكن أقوى منها خاصة أننا نمتلك كل الظروف التي تؤهلنا لأن نصل إلى حقوقنا المشروعة.. فقط علينا أن نسقط لاءات اسرائيل ولكن بالقوة وبتوحد العرب تحت كلمة واحدة دون مراوغة أو عاطفة، ولا نكتفي بالنظر من بعيد، والإعلام هو الحل مع الدعم المادي والمعنوي من العرب لإخوانهم في فلسطين، ولكن أين العرب وزعماء العرب؟!.. إنهم في سبات عميق. فإلى متى نظل متفرجين ، والقدس تُنتهك حُرماتها ألف مرة بيد أفعى سمها قاتل ومصل العلاج بيد الدول العربية؟! فشيء من الغضب يا أمة العرب!!.