السلام على إب.. نافورة في سماء المحب ونوّارة في الغياهب السلام عليها.. فمنها شربنا زلال المحبة كي نشرئب.. أكتب إليكم من مدينة إب. حاضرة اللواء الأخضر.. وعاصمة اليمن السياحية.. مدينة الماء والأسماء.. ورابية السنابل والمهاجل والقلوب الخضراء والوجوه الباسمة. وإب.. أصبح لها شأن آخر ورونق جديد منذ العام 2007م إبان تحوّلت هذه المدينة إلى ورشة عمل دائبة حوّلت كثيراً من الشوارع فيها إلى لوحة جميلة بالغة الصفاء، وذلك احتفاءً بالعيد الوطني ال17 لقيام الجمهورية اليمنية واستعادة الوحدة اليمنية التي رفع رايتها الخفاقة موحد اليمن الرئيس علي عبدالله صالح في عدن في ال22 من مايو 1990م المجيد. من عادة إب أنها تنام قبل منتصف الليل لتصحو باكراً، لكنها يوم تحولت إلى ورشة عمل أثناء الإعدادات الفنية والتنموية لاحتفالات العيد السابع عشر تعلمت السهر.. وهذا لم يكن يمنعها كذلك من النشور مع الطيور في وقت البكور. كان نجم تلك الأشهر المفعمة بالإنجاز هو الأخ اللواء عبد ربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية، رئيس اللجنة العليا للاحتفالات الذي لن تنسى المدينة الخضراء دوره الكبير في تحريك عجلة المشاريع سواء في إطار المدينة أو في كافة المديريات على مستوى المحافظة. وبالنسبة لإب«المدينة» فقد ازدانت بالعديد من الشوارع الجديدة والممهدة بالاسمنت بدلاً عن الاسفلت، لأن إب هي مدينة المطر.. والمطر داء الاسفلت كما حدث مع بعض الشوارع لذا تمت مضاعفة الكلفة لكي تصبح الشوارع ملائمة لمناخ المدينة. ولقد أراد أبناء إب تكريم هذا الرجل وتسمية أحد الشوارع الجديدة باسمه «شارع عبد ربه».. لكن وبسبب تأخر الجهة المعنية في تسمية الشوارع بشكل رسمي فقد قام أحد السخفاء «بمرطشة» الشارع المسمى بالدائري وتسميته باسم عائلته وهو تصرف أزعج حتى الكثير من أبناء هذه العائلة، إذ لا يوجد أي مسوغ تاريخي أو عمراني أو ثقافي سوى حب الظهور على غير ما يقتضيه سياق الأمور !! تسمية الشوارع الجديدة هي مشكلة لا تنحصر على مدينة إب وحدها، فالعاصمة صنعاء نفسها تعاني نفس المشكلة، وهو ما سبق أن ناقشته مع نائب المجلس المحلي بالأمانة الأخ أمين جمعان الذي أكد لي أن مشروع التسمية كان من أولى اهتماماته قبل انتخابه لهذا المنصب ولكنه لايزال إلى الآن يلقى الكثير من العراقيل وفي مقدمتها عدم الاجماع على رؤية واضحة لمعايير التسمية بما يجعلها أحد مكونات الثقافة الوطنية على غرار شارع الزبيري، جمال، الشوكاني، نشوان الحميري، وكذا شارع تعز، سقطرى، بيحان، هائل، بغداد، القاهرة.. إلخ. وليس كما هو حادث في بعض الشوارع الجديدة : شارع 16، شارع الثلاثين، شارع الخمسين.. وهي تسميات تدل على عرض الشارع من حيث الأمتار ولا تحمل أي مدلول قيمي !! ولنعد إلى إب التي تبدو المهمة فيها أسهل بكثير.. ومطلوب حالياً من المحافظ القدير أحمد عبدالله الحجري وأمين عام المجلس المحلي الشيخ أمين الورافي الأنتهاء من وضع مشروع لتسمية الشوارع الجديدة وسرعة إسقاطها على واقع المدينة حتى لا يطول الوقت ويبتكر المزاج العام «أو الخاص» بعض التسميات التي لا طائل من ورائها. ولعله من تمام الحكمة ومن كمال الوفاء تسمية أحد هذه الشوارع باسم الرجل الذي أقام في هذه المدينة لأشهر كاملة في العام 2007 وهو اللواء عبد ربه منصور هادي الذي بحبه لمدينة إب «كما هو حبه لكل مدن اليمن» نكاد نطلق عليه «اللواء الأخضر». صبراً آل الغرباني : فجعت مدينة إب صباح أمس الخميس بمقتل أمام الجامع الكبير فيها عباس الغرباني الذي نسأل المولى أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. كما نثق بقدرة وحرص أجهزتنا الأمنية على محاسبة مرتكبي هذه الجريمة البشعة وفي أسرع وقت.