في أواخر الثمانينيات زرت بستان «الحسيني» في مدينة لحج .. وتوقت كثيراً من هذه الشجرة .. أو تلك الوردة .. واستمعت إلى تغريد الطيور .. وخرير المياه .. وشممت رائحة الزهور والفل والكاذي ، ثم أدركت للتو معنى وسر العطاء الشعري العذب والجميل للشاعر الغنائي أحمد فضل القمندان ..!! فقد شكل بستان «الحسيني» نسبة كبيرة في إبداعه .. حتى أن معظم قصائده لم تخلو من الإشارة إليه ، أو إلى ما يحتويه.. إن القمندان لم يترك شيئاً من هذه المساحة من الاخضرار إلا وكسى بها أشعاره .. ورسم بها لوحة فنية بديعة تفوح بالعطر .. والسحر .. !! وهنا تكمن مقدرة الشاعر على الرسم بالكلمات.. وهنا .. في روضة «الحسيني» كيف لا يستطيع المرء أن يبوح بمكنونات مشاعره .. ويصيح منادياً لكل ما هو أمامه : يا ورد .. يا كاذي .. ألاّ يا موز .. يا مشمش.. يا عنبروت .. ألا يا قمري الوادي .. وهكذا فعلت ..