جميلة من جميلات اليمن.. مازالت ومنذ زمن بعيد ترتدي فستانها الناصع البياض.. وتحتضن الجبل والبحر في عشق متجدد، فيما تخط وتسطر أنامل أقدامها على صفحات شطآنها شيء من سيرة مجدها.. وبوح مشاعرها. كم هي رائعة هذه «المكلا» حيث أزقتها مسكونة بالسحر، والدهشة.. وعبيق الحناء.. وأريج اللبان.. وأصوات الباعة المتجولين.. وأهازيج الأطفال.. كم هي رائعة بوداعتها.. وسكينتها.. وابتسامات اناسها الطيبين وبعودة قوارب صيادي الاسماك من رحلة الخير والعطاء. انها مدينة أجبرت الشعراء وبمحبة، ان يكون لها مكان وحيز طيب في دواوين الشعر، وغناء المطربين.. وخارطة الفن والإبداع.. وهي جديرة بذلك.. إليها تهفو القلوب.. وتشد الرحال.. وينشرح البال وفي بحرها نسكب همومنا من الضوضاء.. وزمام الحياة.. وصدق ذلك الشاعر الشعبي عندما قال قديماً : مكلتنا مكلا تجلي الهم مكلتنا مكلا كل مبعد تجيبه