اليوم يمدد النواب لأنفسهم سنتين إضافيتين شمسيتين أو قمريتين..!! حيث سيحضر النواب جميعاً - حتى أولئك الأعضاء الذين لم يلجوا البوابة الكبيرة منذ فترات طويلة - وفي أيديهم نسخ من الدستور للبحث عن فجوة لتمديد فترة عضويتهم. و«سيفنجل» النواب عيونهم بعد أن كانوا يغطّون في نوم عميق ليروا أنفسهم مرة أخرى داخل المجلس لشوط إضافي يمتد إلى سنتين - ولا حسد -..!!. اليوم سيطلق «النواب» تنهيدة ارتياح كبيرة؛ إذ إنهم بعد التجديد لن يجهدوا أنفسهم بالكر والفر وإقامة الولائم وحضور مقايل القات وتأدية واجب العزاء، وإطلاق الابتسامات الصفراء في وجوه ناخبيهم في دوائرهم المحصنة، إذ إنهم معفيون لمدة سنتين إضافيتين عن القيام بتلك الواجبات!. والأهم من هذا فهم غير معنيين بتقديم المساعدات وتوزيع الصدقات والهبات، ومتابعة مشروعات مناطقهم، وسيحتفظون في جيوبهم بما لديهم، ولن يخسروا شيئاً طالما هم قاعدون على أرائك مجلس النواب لسنتين إضافيتين شمسيتين أو قمريتين!!. أجمل أيام الدورة البرلمانية الحالية سيكون اليوم الخميس، الموافق 26 فبراير من عام 2009م، حيث سيحتفل أعضاء المجلس بهذا اليوم باعتباره "اليوم العالمي للنواب".. أسعد أيام الدورة الانتخابية الراهنة، حيث سيحتفظون بمقاعدهم لنصف شوط إضافي!! بكل هدوء وأمان ودون تعب أو عناء!!. فهم لن يطبعوا صورهم أو يعلقوها في الشوارع، كما أنهم ليسوا بحاجة إلى تشكيل فرق انتخابية وغير معنيين كذلك بإقامة المهرجانات أو إلقاء الخطب وترديد الشعارات، فكل ما عليهم اليوم يقتصر فقط على المجيء إلى المجلس باكراً بعد أن يرتدوا ملابسهم الأنيقة، والتشمير عن سواعدهم لرفع شارة الموافقة على التمديد.. ولسان حالهم يقول: «مدّد أبا حنيفة ولا تبال»!!. نعم.. اليوم هو أسعد أيام أعضاء البرلمان اليمني، حيث سيتفق المختلفون، ويلتقي المتباعدون، ويبتسم المتخاصمون، ويعانق أعضاء التيارات السلفية خصومهم العلمانيين، ويتهامس أعضاء كتل الموالاة والمعارضة بأريحية كبيرة، ويصطف الجميع من مشايخ ورعية وأميين ورجال أعمال وخطباء جوامع وأساتذة جامعات ومبنطلين ومتحزمين بالجنابي وساسة ورجال اقتصاد. كلهم اليوم ستعلو شفاههم الابتسامة الكبيرة إثر إعلان «شاشة الكمبيوتر» نتائج التصويت لتمديد فترة مجلس النواب سنتين إضافيتين بنسبة 99.99% والجزء العددي الناقص لزوم الديمقراطية؟!!. بعد التمديد؛ فإن المشكلة العويصة - في نظري - حالة أولئك النفر القليل من «النواب» الذين استعجلوا وصرفوا ما في «الجيب» استعداداً للمعترك الانتخابي الذي لم يعد قائماً إثر قرار التمديد!!. والمشكلة الأخرى هي أولئك المواطنون الطامحون الدخول إلى قاعة مجلس النواب وقد قضوا ليالي وأياماً يضربون الودع أسداساً في أخماس لكي يصبحوا نواباً تحت مظلة البرلمان؛ وذلك بعد شهرين فقط؛ فإذا بهم يفاجأون بأن عليهم الانتظار لمدة سنتين كاملتين!!. والمصيبة الأكبر في هذا الأمر هي أولئك النفر من الوزراء والوكلاء الذين مهروا توقيعاتهم بالاستقالة من مناصبهم استعداداً لهذا المعترك الانتخابي؛ ولسان حالهم يقول بأن دخول البرلمان أفضل من البقاء في جنة الوظيفة العامة - حتى وإن كانوا وزراء - ولكن بعد التمديد تصوروا - معشر القراء - حالتهم النفسية وقد وجلوا، فقاموا بلملمة أوراقهم ومستنداتهم ومعها شعارات حملاتهم الانتخابية التي أعدّوها والعودة فوراً إلى كراسيهم الوثيرة في الوزارات والمؤسسات التي استقالوا منها وبأيديهم أوراق العودة عن الاستقالة!!. وبصفتي المهنية - على الأقل - وأمثالي من الصحافيين المعنيين بشأن التجاذبات السياسية إزاء الانتخابات التي أجلت فإننا سنضع أعصابنا في ثلاجة إلى أن تدور رحى الانتخابات النيابية البعيدة في عام 2011م. قولوا معي: إن شاء الله!!. تحية لوزير الداخلية أحسست بالارتياح لتفاعل الأخ مطهر رشاد المصري، وزير الداخلية مع ما كتبته في هذا الحيز الاسبوع الماضي بشأن الانفلات الأمني في بعض مديريات محافظة أبين، حيث تفاعل الأخ الوزير المصري ووجّه الجهات المختصة في المحافظة باتخاذ الاجراءات الرادعة ضد الخارجين عن القانون ومثيري الشغب.