معظمنا تقريباً معجبون بالتجربة الاقتصادية والسياسية التي تحولت بها ماليزيا إلى نمر اقتصادي محترم وجدير بالمحاكاة والتقليد.. وبسبب هذا الإعجاب تكثر الإشارة إلى صانع الإعجاز الماليزي وأحد أبرز المخططين له.. مهاتير محمد الذي ما إن يحط الرحال في مدينة أو جامعة إلا وحاصرته الأسئلة: ماذا فعلتم في ماليزيا وماهي الوصفة السحرية التي تناولتموها؟ وغير خاف أن مهاتير محمد تحول أثناء تواجده في المكلا خلال مؤتمر«صنع في اليمن» إلى نقطة عسل تلاحقه العيون والألسنة بذات السؤال: ماذا فعلتم هناك وماذا علينا أن نفعله هنا..؟؟ والحق أن الرجل قال لنا في مؤتمر المكلا ماسبق وقاله مرات.. ولم يبق إلا نستدعي ماقاله ومانقوله نحن.. ونحوله إلى عمل يشعل جذوة الأمل.. وهو مايسمى إفعل ماتقول وقل ماتفعل. هناك في ماليزيا رفعوا شعار«ماليزيا تستطيع» واستطاعوا.. أنفقوا على ميزانية التعليم بتخصصاته العلمية وليس الإدارية.. قدموا جودة الشخص للوصول إلى جودة المنتج، اهتموا بالإدارة.. حاربوا الفساد بقوة.. وأشاعوا ثقافة حب العمل وتقديس الإنتاج. ولم ينس مهاتير محمد أن يقول: ليكن شعاركم في اليمن«اليمن يستطيع» حلوا مشكلة القات وأقلعوا عنه.. اعملوا واعملوا.. واهتموا بالاستقرار فالبلد الذي ينشغل بالكلام والمسيرات والاختلالات الأمنية لايكون جاذباً للاستثمار. وصايا.. يبدو أننا نعرفها ولكن الخلل عند التنفيذ، وهو مايحتاج إلى مراجعة حازمة.. حاسمة.