لم يخف وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشئون العلاقات الثقافية والدولية بالمملكة العربية السعودية الدكتور أبو بكر بن أحمد باقادر العمودي إعجابه واندهاشه من النجاح الباهر الذي حققته الأيام الثقافية السعودية والتي شهدتها ثلاث مدن يمنية خلال الفترة من (24 فبراير - 3 مارس 2009م) بقوله : « كنا متوقعين نجاح هذه الفعاليات لكن لم نكن نتوقع النجاح بهذا المستوى الذي أدهشنا، وغمرنا بحفاوة وكرم الاستضافة ومستوى التنظيم والإمكانيات التي وفرت بمحبة وإخلاص علاوة على الإقبال الجماهيري الذي كان متميزاً فضلاً عن الحضور الرسمي المتميز» واعتبر الأيام الثقافية السعودية التي احتضنتها بلادنا من أنجح الفعاليات المماثلة التي نظمتها المملكة في كثير من دول العالم لما تميزت به هذه الفعاليات والمناشط من التنوع والثراء في المضمون والطرح و الرؤية ولما يربط البلدين والشعبين الشقيقين من علاقات أخوية حميمية وقواسم مشتركة، لعل أبرز دعائمها وركائزها الثقافة بتفاصيلها ومجالاتها المتنوعة والمتعددة . هذه المشاعر الأخوية الفياضة التي باح بها الدكتور أبو بكر باقادر أفصح أيضاً عنها العديد من الأدباء والمفكرين والأكاديميين والمثقفين والشعراء والفنانين من أعضاء الوفد الثقافي السعودي الذين وصفوا مثل هذه الأيام الثقافية بمثابة مشروع رائد في العالم العربي يجب الحفاظ عليه والاستمرار في التعريف به ونشره كبذرة تحتاج لمن يسقيها حتى تؤتي ثمارها , فقد أدهشتهم اليمن بما تزخر به من موروث حضاري وثقافي وفني وبطبيعتها الخلابة والجذابة وناسها الطيبين الودودين الذين تربطهم بأشقائهم روابط قربى وقواسم مشتركة. فالثقافة أصبحت واحدة من المكونات والدوافع الرئيسة لتعزيز جوانب التواصل والتلاحم والتعاون الأخوي بين الأشقاء في البلدين الجارين اللذين تربطهما علاقات وقواسم مشتركة، لما تحمله الثقافة من رسالة محبة وسلام وتعاون وتكامل وشراكة وتبادل ثقافي ومعرفي وحضاري بين المشتغلين في حقول الإبداع والثقافة والتراث من الأدباء والمثقفين والمبدعين في البلدين الشقيقين الجارين اللذين توحدهما روابط مشتركة في العقيدة والتاريخ والجغرافيا. فعاليات الأيام الثقافية السعودية بمناشطها المتعددة والمتنوعة التي سطرتها الندوات والمحاضرات الأدبية والإبداعية والأمسيات القصصية والشعرية الموسيقية والغنائية والعروض الشعبية والفولكلورية والسينمائية والمسرحية، والمعارض الفنية البصرية والتي أحياها أكثر من 150 مثقفاً ومفكراً وباحثاً وأديباً وشاعراً وفناناً تشكيلياً وموسيقياً وأعضاء فرق الغناء والمسرح والفنون الشعبية، هذه الفعاليات أثارت الدهشة والانبهار في نفوس الجمهور اليمني وحظيت باهتمام وحضور لافت ومتابعة مستفيضة من نخب المثقفين والأدباء والمبدعين والمهتمين في الوسط الثقافي والفني في بلادنا لما عكسته من مكون ثقافي وحضاري وصور واقعية جسّدت وقرّبت تلك التجليات والتطورات التي تشهدها الشقيقة الكبرى السعودية في الجوانب الثقافية والفكرية والفنية .. فقد كان رُسل الثقافة والإبداع القادمون من المملكة العربية السعودية أمناء في تبليغ رسالتهم وتقديم تلك الصورة الرائعة والملامح الحقيقية الصادقة عن التقدم والقفزات الكبيرة التي حققتها المملكة في المجال الثقافي والفني والأدبي والفنون التشكيلية، بالإضافة إلى استحضار ذلك الحراك الثقافي والتطور الذي تحقق واقعاً في البنية الثقافية وفي بروز العديد من الشواهد والمؤسسات الثقافية الداعمة لها وكذا الأندية الأدبية والجمعيات الثقافية، فضلاً عن الإنجازات التي تمت في مفاصل البنية التحتية والتي نتج عنها ظهور هذا النهوض والحضور الثقافي الرائع والبهي في المملكة العربية السعودية الشقيقة . ولا شك أن هذا النجاح الذي حققته الأيام الثقافية السعودية في اليمن بحضورها وتوهجها وتنوعها الثقافي والإبداعي والفني سوف يتبلور إلى مشاريع ثقافية دائمة بين البلدين تخدم العملية الثقافية والإبداعية وتتيح للمثقفين والمبدعين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي والإبداعي والإعلامي والفني إمكانية الاحتكاك والاستفادة والاستزادة من التجارب الحية والثرية بما يمكن من جمع الأدباء والمبدعين والمثقفين حول أجندة ومشاريع كبيرة وعظيمة تحفزهم نحو الانطلاق إلى دروب المستقبل برؤى سليمة وقاعدة صلبة . وينبغي في هذا الاتجاه أن تتفاعل مختلف مؤسسات المجتمع المدني من أطر واتحادات وجمعيات الثقافة والفنون والتراث في البلدين وتعمل على المضي قُدماً في خلق تواصل ثقافي مستمر وتعزيز وتطوير جوانب الإبداع ونشره والتعريف به جنباً إلى جنب مع الجهود الرسمية التي تسعى لإيجاد حلقات تواصل دائمة من خلال إنشاء مراكز ثقافية سعودية- يمنية مشتركة , هذا التفاؤل يدعمه ويعمقه وجود إرادة سياسية قوية وجادة وقيادة حكيمة مجربة في البلدين الشقيقين ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز, والتي ستدفع بعلاقات التعاون الأخوي بين البلدين الجارين في الجوانب الثقافية والإبداعية نحو الأمام وستعمل جاهدة على تشجيع التفاعل والتناغم والحوار بين المثقفين والأدباء والمبدعين في البلدين.