والكتاب بالنسبة للمرأة ضُرّة صامتة - إن جاز التعبير - ومعها حق في ذلك. فنحن لا ننظم أوقاتنا، وإذا نظمناها لم نعمل حساباً لزوجاتنا، فالزوجة تشعر - ومعها كل الحق - بالغبن والظلم، لأنه ساعة أن يكون الوقت مناسباً لتراها وتشعرها بكيانها الوجودي، فإنك تنصرف عنها إلى قراءة كتاب!!. والسبب - من نظرة محايدة - هو أنك لم تحب زوجك على النحو المطلوب، أو لأنك تجهل دين الله الذي يأمرك أن تُحسن إلى زوجك وتعاشرها بالمعروف. والمعاشرة بالمعروف تقضي أن تُدخل عليها الأنس والبهجة، فللمرأة على زوجها حق أو حقوق؛ فهي أسيرة لدى الزوج، وليست للطعام والشراب وقضاء الوطر، بل إنها جاءت إليك لتشعر أنها إنسان محترم له شعور. وقد يكون من المناسب - إذا ابتلاك الله بظلمها - واخترت أن يكون جليسك الكتاب وحسب - وفي هذا ظلم - أن تحبب إليها القراءة، وتجعلها تعشق الكتاب؛ هذا هو المخرج الوحيد. والمرأة الشرقية عموماً لا تحب القراءة إلا نادراً، فهي تعشق الحكايات والثرثرة غالباً، بخلاف أختها الغربية التي تقرأ وهي تطبخ، وهي تسير في الشارع، وتسافر في القطار والطائرة والسفينة، وقبل النوم وبعده. فالمسألة مسألة عادة، والمؤلف الغربي مثقف، يساير عصره، ويعرف ماذا يريد القارئ رجلاً كان أم امرأة. ورأيت أن المرأة الشرقية إن هي حضرت معرض كتاب فإنها تنصرف إلى كتب الغيبيات "الشعوذة، السحر، الخرافة" لأنها مسكونة «بعمل - بأعمال». فإن فاتها الزواج فلأن أحداً عمل لها عملاً، وإن انصرف عنها الزوج فأحدهم من أهله وليس من أهلها عمل لها عملاً، وإن أصابها مرض فبفعل سحر حاكه شيطان مريد!!. وأتعاطف مع المرأة؛ لأنها مظلومة بسبب الرجل الذي لم يعلّمها، ولم يحترم حقها، ولم يحبب إليها القراءة؛ لأنه لا يحب القراءة. الإعلام والجامع والمدرسة والجامعة والأسرة يمكن أن تدفع بالجميع إلى حب القراءة.