شهر مارس يكاد يلملم أيامه الباقية ويغادر أجندة هذا العام المحنطة على حوائطنا.. وبالنسبة لي شخصياً فقد كان شهر سعادة وحبور؛ فيه صدر كتابي الثاني «من حقيبتي الصحفية» الذي حظي بترحيب زملاء المهنة والمهتمين على حدٍ سواء. وفي هذا الشهر أيضاً خضت انتخابات نقابة الصحافيين، ومنحني الزملاء ثقتهم إلى جانب كوكبة من ممتهني الصحافة في انتخابات تنافسية شارك فيها أكثر من «90» مرشحاً للفوز باثني عشر مقعداً في نقابتنا العتيدة. وفي شهر مارس تم تكريمي إلى جانب قائمة طويلة من الرواد والمبدعين والقياديين في مختلف مواقع العمل الإعلامي في لفتة إنسانية ومهنية بالغة الدلالة تُحسب للرئيس علي عبدالله صالح، وقيادة وزارة الإعلام ممثلة بالأستاذ حسن اللوزي، وزير الإعلام. كما أنني حظيت كذلك بلفتة كريمة من وزارة الصحة ممثلة بالدكتور الوزير عبدالكريم راصع، حيث كرمتني إلى جانب عدد من الزملاء باعتبارهم رواد الصحافة التثقيفية في الجانب الصحي. في التاسع عشر من شهر مارس من كل عام يحتفل الرئيس علي عبدالله صالح بعيد ميلاده المديد إن شاء الله بعيداً عن الأضواء والضوضاء الاحتفالية كعادته المتواضعة. وقبل عام من هذا التاريخ أطلق الرئيس علي عبدالله صالح مبادرته الكريمة للاحتفال بيوم الإعلاميين الذي صادف تاريخ 19مارس؛ والذي توّج هذا العام بتكريم الرواد والمبدعين والقياديين في مختلف المؤسسات الإعلامية. والصدفة لم تقف عند ذلك كما أعلن عن تزامنها الشاعر الأستاذ حسن اللوزي، وزير الإعلام في يوم التكريم بل إنها تلاقت مع «يوم الشعر» وهي مصادفة جميلة، حيث التقاء فرحة الكلمة الصادقة في بلاط صاحبة الجلالة بالكلمة المبدعة شعراً ومواويل بديعة. وفي شهر مارس تكرّم المرأة، ويستذكر الجميع عيد الأم؛ فيهرعون إلى حيث تقديم واجب الوفاء تجاه العطاءات اللا محدودة التي تقدمها المرأة وبخاصة الأمهات اللواتي جعل الله تعالى الجنة تحت أقدامهن. لقد اخترت قبساً من روائع هذا الشهر ومحطاته الجميلة، ونأيت بنفسي عن استذكار تلك المواقف البائسة والتي تتسبب في إثارة الألم والحزن؛ وتترك الحيرة وتخلف الدم والدمار. والحق هنا أن نتذكر فقط جللاً أن يتحرك شبابنا وفي أوساطهم تلتف الأحزمة الناسفة بدلاً من أن يتمنطقوا بكتب العلم والمعرفة. وحالة الحزن هذه موصولة كذلك بإرهاب دولة الاحتلال الاسرائيلي، حيث استمرأ ساستها جرائم القتل والتدمير وتحطيم عظام الفلسطينيين دون حياء. وختاماً.. أتمنى أن يُكلل هذا الشهر بما يجب أن يكون عليه العرب من وفاق ومحبة واتفاق وقت يلتقون على طاولة القمة في الدوحة أواخر هذا الشهر المعطاء. وكل مارس وأنتم بخير..