وفاجأتنا أمريكا، فالخطاب السياسي بدأ يتغير إيجابياً لمصلحة أمريكا ومصلحة المنطقة العربية. فأوباما، وفي إطار تغيير سياسته الجديدة يرى أنه لا استقرار في منطقة الشرق الأوسط إلا بوجود دولتين "اسرائيلية وفلسطينية" ثم لابد من تنفيذ خارطة الطريق، ثم إن أوباما يقرر أن أمريكا ليست في حرب مع الإسلام!!. وأوباما يعمل في الحقيقة لمصلحة أمريكا أولاً بعد أن أودت سياسة سلفه المحافظ جورج بوش بأمريكا باتجاه الخراب الاقتصادي والسمعة السيئة جداً. ولم يحاسب أحد جورج بوش الذي صرّح قبل رحيله بشهر واحد أنه يأسف لاحتلال العراق، بعد أن ثبت بأنه لا سلاح دمار شامل ولا شيء آخر يبرر قتل ملايين العراقيين، وبعد أن جعل أمريكا ترتبط بسمعة كريهة بسبب ما فعله جنودها في العراق وجونتانامو وافغانستان. أوباما يتجه هذا الاتجاه للأسباب الآتية: أن أمريكا بإعلانها الحرب ضد الإرهاب فشلت فشلاً ذريعاً، وكانت هي الإرهاب بعينه، فلم تحقق السلام في العراق ولا في أي مكان بالعالم. فشلت فشلاً ذريعاً في المجال الاقتصادي، وجرّت على العالم من خلال عملتها الرئيسة الدولار الدمار والخراب في مجال الاقتصاد. لم تستطع أن تحقق ما سمي «العولمة» وهو اتجاه فكري ومادي معاً حاولت أمريكا من خلال هذا المصطلح أن تسود العالم. فقدت المصداقية على مستوى العالم مما جعل دول أوروبا - ولأول مرة - تجاهر بضرورة أن تكون مستقلة القرار بعيداً عن أمريكا. لأن سياسة أمريكا ضد الإرهاب فشلت مما جعل الإرهاب يزداد قوة في أنحاء كثيرة من العالم. ولقد اتضح أن أمريكا بقيادتها الجديدة بدأت تغير من السياسة الأمريكية عن طريق: بداية الحوار مع الدول التي كانت تصنف بالإرهاب مثل سوريا وإيران وكوريا الشمالية. بداية إعلان سياسة جديدة مع الدول الإسلامية المؤثرة كتركيا. إعلان واضح وصريح لبداية إعلان دولتين في فلسطين ذات سيادة. الاعتراف بأن أمريكا ليست في حرب مع الإسلام. وواجب العرب تشجيع أوباما والاقتراب منه قدر الإمكان.