ثمة صلة وثيقة بين غياب روح الانتماء الوطني وأولئك الذين باتوا فريسة لشهية التآمر على الوطن، حيث إن غياب التربية الوطنية وعدم ترسيخ قيم المواطنة الصالحة يؤديان إلى بروز مثل هذا المسلك المشين في حياة كل متآمر على استقرار ووحدة الوطن. ولذلك بات لزاماً على الجهات المعنية ذات الصلة بترسيخ هذه القيم أن تضع البرامج الزمنية والتنفيذية للتوعية بأهمية الانتماء الوطني وخلق جيل محصّن ضد كل النزوع السلبي المرتبط بأمراض التخلف القبلي والمناطقي والسلالي والطائفي والتشطيري واستبداله بمنظومة تربوية لدى النشء وتقويه روح الانتماء الوطني والديني فضلاً عن غرس قيم الوفاء لنضالات السلف الصالح من الآباء وذودهم عن مكتسبات الثورة والوحدة والنظام الجمهوري والدفاع عن قيم الديمقراطية والتعددية والمؤسسات الدستورية والشرعية في وجه كل محاولات إعادة تاريخ اليمن المعاصر إلى الوراء. وتبدو المسألة ضرورية لتولي هذه المؤسسات ذات الصلة بالتربية الوطنية مسئولياتها كاملة إزاء هذه الإشكالية القائمة والناتجة عن غياب ملحوظ لأشكال غرس قيم التربية الوطنية وبحيث تغدو واحدة من أهم الملامح للشخصية اليمنية التي لايمكن أن تفرط أو تتنازل عن مكوناتها الوطنية وانتمائها الحضاري العروبي والاسلامي ونبذ كل ثقافة تدعو إلى التعارض مع قيم الثورة والوحدة والديمقراطية.