هكذا خلصت دراسة بريطانية من أن الموظف كلما صعد السلم الوظيفي دفعة واحدة كان عرضة للمرض على اعتبار أن حجم المسئولية تثقل على عاتقه وسوف تشغله عن الذهاب إلى الطبيب «والتشييك» على صحته. هذا في بريطانيا، أما عندنا فلو أردنا قراءة الدراسة فإن علينا تصفحها «بالمقلوب» لأن الموظف «الكحيان» الذي إن دعت له أمه، ووصل إلى الكرسي الدوار فأول ما سيفكر فيه هو الاهتمام بصحته وضمان خلوه من الأمراض الستة القاتلة. كما أن الموظف ومنذ اليوم الأول لتربعه على «عرش» المسئولية، لن يكون همه تطوير العمل والارتقاء به، بل إصلاح ما أفسده الفقر في جسده، فهو يصل إلى المنصب وحالته اشبه بمن اشترى سيارة «أجرة» موديل قديم، ويظل «يشتغل لداخلها»، ذراعات، ميازين، توظيب، سمكرة، تلقيط ذحل.. إلخ.. فالمسئول الذي يصل بدعاء الوالدين ويفتقر إلى أهم مقومات شغل الوظيفة العليا لاشك أنه يحتاج إلى إصلاحات ومفاقدة دائمة كالتي تحتاجها السيارة «الخردة»، لذا يكون همه الأول صحته، فإذا كح حجز تذاكر سفره إلى أوروبا، وإذا اشتعل شعر رأسه شيباً احتار في اختيار نوع الصبغة التي تظهره أكثر حيوية وشباباً.. وماإن تمر عليه أيام معدودة في تحمل المسئولية إلا ويبدأ الدم يضخ في جسده صحة ونشاطاً بقوة مشروع المياه الذي يعود إلى حارتنا بعد غربة لمدة شهرين.. ولو كان العمر يشترى لما تأخر في بذل ثروة طائلة لأجل ذلك، على اعتبار أن المال يعوضه المنصب في صفقة مناقصة أو بيع «ذمة» خاصة مع اجتياح الأزمة المالية للبلدان الغنية والفقيرة. المسئولية عند الكثير ثراء و«مغنم» وإن كانوا يرفعون شعار «المغرم» لتعمية العيون، لذا نجد الفساد يستشري في بعض المرافق الحكومية وقضايا الفساد في تزايد مستمر لدرجة أنها بلغت في مسح ميداني للقضايا المسجلة لدى الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ووزارة الداخلية ونيابة الأموال 8753جريمة ابتداء من 2005م وحتى 2007م فكيف بباقي العامين..اظن الفساد عال..والصحة عال العال.