رغم السنوات الطويلة بمقر إقامته في مدينة عدن ومن ثم مدينة صنعاء، لكن تظل مدينة المكلامسقط رأسه.. و«ألف باء» حباً وعشقاً وفناً تطل من بين أغنياته وبالذات أغاني اللون الحضرمي.. فتقدم لك طبقاً من حلوى السيد وباضريس.. ونسمة من نسمات بحر العرب.. وزغرودة فرح في أزقتها. الفنان الرائع عبدالرحمن الحداد صوت له نكهته، وعذوبته، وخصوصيته.. وفي صدى قرع أوتاره كمية من شجن.. .وفي مساحة صوته دفء واشراقة ووضوح، وفوق هذا وذاك يعرف جيداً كيف يختار كلمات وألحان أغانيه. غنّى عبدالرحمن الكثير من ألوان الغناء اليمني، وأجبرنا بمودة أن نصغي إليه، وأن نطرب معه.. وأن يعيدنا إلى زمن الطرب الجميل، بل أن نحمل مجدافاً ونبحر معه إلى مرافئ النغم العذب، والإحساس الراقي. وإذا قال المثل الشعبي الحضرمي: «ما حد يقول للمغني غني» فإن عبدالرحمن يعرف متى وماذا يغني؟! ولعل هذا الأمر هو أحد أسرار تألقه وحضوره الفني المميز.