ينعقد بديوان عام وزارة الإدارة المحلية بالعاصمة صنعاء يوم غد ( الأحد ) لقاء تشاوري مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية لمناقشة التحضيرات الجارية لعقد المؤتمرات الفرعية للمجالس المحلية في المحافظات التي ستبدأ في 25مايو الجاري.. حيث يتم خلاله استعراض الخطة الإعلامية المرافقة لتغطية هذه المؤتمرات وآليات التنسيق والتواصل مع اللجنة الإعلامية للمؤتمرات الفرعية في المحافظات.. وبحيث تشكّل هذه المؤتمرات الفرعية تظاهرة مجتمعية واسعة بإشراكها ممثلي السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية والشخصيات السياسية والاجتماعية والمنظمات الجماهيرية من أبناء المحافظات في مناقشة مختلف القضايا التي تهم كل محافظة.. وبحسب تأكيد الوكيل المساعد لقطاع التطوير المؤسسي بوزارة الإدارة المحلية -رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمرات الفرعية للمجالس المحلية الأخ أكرم شيخ فإن المؤتمرات الفرعية ستكون معنية بالشأن المحلي وقضايا المحافظات باعتبار المشاركين فيها من أبناء المحافظة ومن المطلعين على خصائصها وتفاصيلها وستتيح فرصاً ومجالات لتناول وبحث مجمل الموضوعات والإجماع حول القضايا التي تهم المجتمعات المحلية في المحافظات ويحسن من أوضاعها ويطور من مستوى أداء الوحدات الإدارية فيها ..وهو الأمر الذي يتطلب مشاركة فاعلة وواسعة في فعاليات ومناشط هذه المؤتمرات الفرعية للخروج برؤية واضحة المعالم حول قضايا كل محافظة على حدة ووضع التصورات للحلول والمعالجات ورفعها في تقرير موسع لمناقشتها في المؤتمر العام الخامس للمجالس المحلية .. وفي الواقع أن القيادة السياسية - وعلى لسان فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - قد أكدت غير مرة أهمية انعقاد المؤتمرات الفرعية للمجالس المحلية في هذا الظرف الحساس الذي يمر به الوطن وتجربته الديمقراطية وهو الأمر الذي يدعو إلى أن تتحول تلك المؤتمرات إلى تظاهرات ديمقراطية حقيقية تتلاقح فيها الأفكار والرؤى والمشاريع النافعة ومناقشتها بمسئولية وجدية عالية لا سيما أنها سوف تلامس عن كثب كل ما يهم الشأن المحلي في المحافظات بعيداً عن الشطط والمغالاة والتوجس وبروح وثابة ومسئولة من أجل التطوير والارتقاء بهذه التجربة وملامسة ايجابياتها ومعرفة جوانب القصور والسلب فيها ,وتعكس المناخات الديمقراطية التي نعيشها ونستنشق هواءها , وهو الأمر الذي يدفع بالمتباكين والمتاجرين بقضايا المواطنين إلى نفض عباءاتهم من المزايدات والمماحكات التي أدمت ونكلت بالناس وأثقلت كواهلهم وثبطت عزائمهم , فالوقت الراهن لا يتسع للمزيد من المكايدات والمناكفات على حساب المواطن ومعيشته .. ولهذا ينبغي أن تكون المؤتمرات الفرعية للمجالس المحلية في المحافظات محطات وقوف ومراجعة وتقييم لكل ما يعتمل في المحافظات من مناشط تنموية وتطويرية وبإشراك كل الفعاليات وممثلي السلطة المحلية والوحدات الإدارية والأجهزة التنفيذية والشخصيات الاجتماعية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني بصورة ايجابية وفاعلة بحيث يتم الدخول إلى هذه المؤتمرات المحلية بعقلية جديدة منفتحة من أجل صالح المجتمعات المحلية والبحث عن كل ما يهمها ويحسن ويطور أداء العمل فيها .. إن تجربة المجالس المحلية هي واحدة من الخطوات التي مضت في تنفيذها بلادنا في إطار مفهوم تعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار وإدارة شئون الحكم المحلي , بيد أن ثمة أطروحات ومسائل تثار حول هذه التجربة وأداء وفعالية المجالس المحلية, ربما هناك قصور في فهم قانون السلطة المحلية أو تداخل في المهام والصلاحيات . فالعامة - وأقول هنا العامة من الناس - لا يدركون ما تمثله لهم هذه المجالس وما جدواها , ربما أن بعض المجالس المحلية في بعض المديريات قدمت أنموذجاً سيئاً ومليئآً بالشوائب فجعلت المواطن يتندر ويتضجر وتتسربل إليه هواجس وشعور بأن تلك الكيانات المستحدثة ما هي إلا أعباء جديدة عليه عاجزة عن خدمته. ثمة تحديات كبيرة ومتعددة الأوجه تواجه هذه التجربة وتكبح تطورها وتحد من تعزيز حضورها وفاعليتها في تفاصيل الحياة التنموية والمعيشية وعلى واقع المحليات .. وهناك نماذج رائعة وطيبة عملت بتفان وجدية في خدمة مجتمعاتها المحلية وسخرت كل الإمكانيات المتاحة والمتوفرة لديها في مشاريع تنموية وخدمية في عدد من القطاعات التربوية والصحية والخدمات المختلفة. الضرورة تتطلب المضي في كسر المحبطات والمعوقات التي تواجه أنشطة المحليات من خلال تطوير هذه التجربة وتعميق حضورها وتواجدها مع منح المحليات الصلاحيات اللازمة والتأهيل المستمر بما يمكنها من القيام بدورها ومهامها في خدمة العملية التنموية. وهذه فرصة جديدة وميادين مفتوحة للحوار والنقاش لإثراء هذه التجربة واستعراض كافة القضايا التي تهم الشأن المحلي ويجب الانفتاح والاستماع لكل الآراء والمتطلبات والأفكار وإخضاعها للمناقشة والتقييم وبما يسهم في تعزيز الجوانب الايجابية في الحياة العامة ومعالجة وتجاوز القصور والمعضلات والمحبطات التي تواجه أعمال التنمية المحلية . ولاشك أن وزارة الإدارة المحلية وقيادات المحافظات مدركة تماماً أهمية انعقاد المؤتمرات الفرعية وجدواها وستكون حريصة وملتزمة على الدفع بها إلى مرافئ النجاح وضمان السبل الكفيلة بالوصول إلى ذلك النجاح وبما يؤدي إلى تحقيق أهدافها ويمكنها من الخروج برؤى ومشاريع تهدف إلى تطوير تجربة المجالس المحلية والوصول إلى الحكم المحلي ذي الصلاحيات الواسعة ..