كما يبدو أن "ولعة" القات قد دفعت "الموالعة" للاحتجاج على نقل أسواق القات من داخل الأسواق العشوائية بمدينة تعز إلى سوق عصيفرة الواقع في أطراف المدينة.. عند البعض "حق" فكيف له أن يدّبر قيمة الانتقال على ظهر "حافلة" من مقر سكنه إلى سوق "عصيفرة" وهو بالكاد وفرّ قيمة القات الذي سيعيش معه لحظات وأوقاتاً من الضياع حتى آخر الليل.. أو إلى حين بزوغ شمس اليوم الثاني؟!. بعض "آخر" يرى أن حاجته من أغصان القات كانت في متناوله وقريبة منه.. والآن أصبحت تشكل هماً له بطول المسافة وابتعاد السوق الجديد مما يسبب له الكآبة والضجر!. هناك من تعود على أن يمضغ القات.. ثم ينام بعمق.. ثم يصحو ليأمر ابه الصغير للذهاب إلى "المقوات" لإحضار القات.. والآن يجد صعوبة في إرسال فلذة كبده "الصغير" إلى منطقة بعيدة.. وبعضهم يغامر ويقوم بإرساله.. والمهم أن يأتيه بأغصان القات ليستمر على حاله الدائم.. "قاتاً.. ونوماً"!!. لذلك كله ثار "موالعة القات" وأصبح حديثهم في المقايل مخصصاً لإجراء نقل الأسواق.. وهجومهم كاسحاً على المسئولين في المجلس المحلي أو جهات الاختصاص الأخرى!. شيء آخر ولد ضيقاً لدى بعض آخر.. وهو القضاء على أسواق عشوائية.. وبسطات لباعة متجولين يفترشون الطريق العام ويصدرون الأذى للمارة وللناس والأطفال والمسنين من كبار السن.. بالإضافة إلى أنهم يخدشون المناظر "المرتبة" ويسيطرون بالعشوائية على كل زاوية ومكان!. أولئك المخالفون وأصحابالاستحداثات التي تمت بطرق عشوائية.. أو أولئك البساطون.. هم جميعاً معرضون بشكل مستمر للحملات التي تستهدف ضبط المخالفات والمخالفين.. ومعروف أنهم "يتخارجون" سريعاً.. لكنهم يظلون "يدفعون" بشكل مستمر.. وليس هناك من يرحمهم.. والأفضل لهم وللجهات المختصة أن ينتقلوا إلى أسواق مخصصة للبيع والشراء.. ليحافظوا على النظام.. ويجنبوا أنفسهم ذل المهاترات الدائمة.. والدفع سواء المسبق.. أو حال الضبط.. أو على مقربة من سجن المخالفين!!. ما أثارني.. وولد علامات الاستغراب.. أن يندفع عدد من المثقفين ممن نحسبهم النخبة لانتقاد نقل الأسواق أو القضاء على عشوائية البساطين والباعة المتجولين!. نعم نحن بحاجة إلى التعامل الجاد.. الحضاري.. المصحوب بالرحمة والرأفة.. وتقدير ظروف الناس.. لكننا بحاجة ماسة إلى محاربة المظاهر العشوائية.. ومواجهة المخالفات.. ومعاقبة المخالفين.. ونحن بحاجة أياً إلى أن نعيش كالآخرين من دول العالم الثالث.. فقراء نعم.. ذوي دخل محدود نعم.. محاصرين بالغلاء.. وبتفشي مظاهر الفساد نعم.. لكننا نريد ولو البعض من الترتيب.. والتنسيق.. والنظام.. والانتظام.. علّ .. وعسى. أكتب هذا .. بعد أن فاجأني دكتور جامعي في مقيل "قات" وأنا بالحالمة تعز .. وهو يوجه انتقادات ناقمة ويهاجم قرار نقل سوق القات.. ومحاصرة المخالفين.. ومبرره الوحيد يقول: "دعوا الناس يبحثون عن لقمة عيشهم". وكنت قد قلت له.. وسأقولها لغيره: إذا ما ارتبطت لقمة العيش بالتجاوزات والمخالفات سنعيش في غابة.. وإذا ما وجد من يحاول تطبيق القانون وحماية النظام علينا أن نساعده وأن نأخذ بيده.. لأنه يحمينا ويحمي الآخرين من الابتزاز تحت مبرر "المخالفة"!!.