تعز .. اسم تغنى به الشعراء وصدح به الفنانون لتغدوا أميرة الزمان وأسطورة المكان التي شدت القلوب إليها وبهرت العيون بجمالها ، من وحي حضارة تحاكي الماضي ورونق يحاور الحاضر أضحت الحالمة بثوب قشيب حاكته إرادة مخلصة لأجلها وطرزه عمل جاد على أرض الواقع .. تعز التي استعادت جزءاً من رونقها العاصف بالألباب بتنظيم أسواقها وأخرجها من ظلمات العشوائية إلى نور التنظيم مازال ينقصها الكثير والكثير من مفردات التنمية و عجلة الإصلاح والتي تتمثل بإرادة شجاعة ونية خالصة لأجل إيصالها إلى بر الآمان .. ما شهدته المحافظة مؤخرا أعجب به الأغلبية المطلقة في حين أبدى البعض امتعاضهم لا لشيء إلا لتضرر مصالحهم من نقل تلك الأسواق و التي بحاجة إلى وقفة جادة من قبل قيادات المحافظة لإعادة النظر لرسم خريطة جديدة للمحافظة تتناسب وإخراج تلك الأسواق وحركات النقل ، ففي حين عبر سائقو باصات الأجرة عن تدني نسبة دخلهم اليومي عبر بعض مهربي القات إلى الأسواق السابقة عن أملهم في عودة أسواق القات غير مكترثين بشيء وهمهم المكسب أولا و أخير .. بين تنظيم أسواق المدينة في وقتها الراهن وأمل البعض بعودة لأسواق السابقة استطلعت " أخبار اليوم " بعضاً من أراء هذه الجهات وكانت الحصيلة التالية .. لا تقدر على الزحمة تقول عجوز بلغت من الكبر عتيا وتقوم ببيع القات في إحدى أزقة تعز الضيقة هربا من مطاردة رجال الشرطة أن نقل الأسواق أضر بدخلها وبالتالي لم تدخر منذ مجيئها للبيع القات سوى أموال قليلة , تضيف المرأة أنه لا تقدر على زحمة السوق الجديد كون العمر قد تقدم بها وتعول أسرة كبيرة علاوة عن بعض الأمراض التي تعانيها وهو ذات الأمر الذي جعلها تهرب من الازدحام و التقوقع في زاوية منفردة استطاعت مع مرور الأيام القليلة الماضية أن تكسب بعض موالعة القات الذين عرفوا مكانها وذهبوا إليها للشراء .. طيش شباب شباب آخرين يتاجرون بالقات في أحد شوارع المدينة بحذر شديد و توجس وخفية خوفا من مداهمة رجال الشرطة , الشباب الذين لهم زبائن مخصصين يعملون على تهريب القات بطرق مختلفة و إخفائه بأكياس عازلة أو تحت ثيابهم ويقيمون ببيعه وحين تأتي الشرطة تكون المطاردة وبفعل أزقة تعز المتعددة يتمكنون من الهرب في حين وفي أحيان كثيرة يتم القبض عليهم وبالتالي مصادرة ما بحوزتهم من قات .. يقول شاب أن مهنة تهريب القات و المطاردة أضحت مألوفة لديه ويعلل أن إقدامه على الك هو إيجاد زبائنه بسرعة علاوة على عدم دفع أجرة العرصة التي كانت تكسر ظهورهم في أحيان كثيرة .. سالم صالح سائق باص يوضح أن نقل أسواق القات جعل المدينة في صورة جميلة مع أنه تمنى أن يعقب ذلك النقل تنظيم حركة الباصات بطريقة تتناسب ونقل تلك الأسواق لكي يتسنى لهم دخل متواضع كون دخلهم اليومي قد تراجع إلى أكثر من النصف . السائق الآخر راشد رواح يتمنى أن تعاد الأسواق إلى ما عليه في السابق حتى يرجع دخله إلى ما كان عليه أو فتح خطوط جديدة لتسيير الباصات من شارع جمال و التحرير الأسفل مباشرة إلى المقوات .. مواطن أخر يدعى عبدالكريم الشيباني يعمل نجاراً في المجلية يقول أن الوقت المستغرق للذهاب للمقوات و العودة يأخذ فترة راحته بالكامل وهو ما جعله يحجب عن العمل كونه لا يلاقي الوقت المناسب للاستراحة و تناول القات متمنيا أيجاد أسواق متفرقة للقات حيث تناسب الجميع .. سالم العريقي يرى أن نقل أسواق القات أتاحت له شراء القات بأسعار معقولة حتى أنه ينفق بعض الأحيان 200 ريال قيمة القات في حين كان في الماضي ينفق أكثر من 1000 ريال معتبرا أن تجمع المقاوتة في مكان واحد جعلهم يكسرون الاحتكار .. أحد المقاوته يؤكد ما قاله العريقي معلل ذلك أن العرصة كانت تصل في بعض الأحيان إلى 3000ريال تفرض عليهم من قبل مالكي الأسواق وبالتالي يقوم بتعويضها من زبائنه .. محلات الأسواق الجديدة أعربوا عن سعادتهم للنقل أسواق القات إلى جوارهم وهو ذات الأمر الذي جعل دخلهم يتحسن في حين أعرب أصحاب محلات الأسواق القديمة عن بؤسهم لتراجع عملية البيع و الشراء في محلاتهم ..