هذا العام بالتحديد، لايتحمل الطلاب ولا أولياء الأمور، ولا مديرو المدارس ولا المدرسون، ولا الكتاب المدرسي، ولا وزارة التربية، مسؤولية الإخفاق في حصد مراكز علمية متقدمة، بل يتحمل كل ذلك وزير الكهرباء، ومنظومته، و«ميجاواته» التي لانعرف تضيئ درب من؟! فالنفسية التي يعيشها التعليم في بلادنا، ازدادت سوءاً بسبب تعنت الكهرباء، التي يتفنن مسؤولوها في تكدير أجواء الطلاب المثابرين، الحريصين على التفوق، والتي ستجعل نتائج الثانوية العامة تسلك هذا العام مساراً مختلفاً من خلال التنافس على عشرة مقاعد ل«المكتئبين»، وليس الأوائل.. أوائل الجمهورية وخاصة الطالبات لن يذهبوا هذا العام إلى عواصم الدول الشقيقة والصديقة لدراسة الطب، بل إلى مستشفياتها للعلاج من أمراض نفسية وهلوسات ولعنات الكهرباء التي طاردتهم طيلة أشهر السنة الدراسية. كلما اقترب موعد امتحانات الشهادتين الثانوية والأساسية وكليات الجامعات، كلما كثفت الكهرباء من جرعاتها الإطفائية وجعلت كل أب يخجل من توجيه أمر لولده بأن ينتبه لدروسه ويجد في التحصيل خوفاً من إجابة جاهزة «بأيش أذاكر اشترِ ماطور» كطلب سليم من الصعب تلبيته!! وكلما ظن الناس خيراً بأن المسؤولين في الكهرباء سيراعون أن هناك طلاباً على أبواب امتحانات، وستنقشع الظلمات عن لياليهم يأتي إليهم أبوبكر سالم مردداً «كل ماصفت ظلمت..أو غيمت..فلا فرق..» أعرف أن الكتابة عن الكهرباء ومآسيها، لاتجدي نفعاً مع مسؤولي «أزرار التحكم»، فلو أن لهم «آذاناً» كالبشر، وأحاسيس كأولياء الأمور، وأفئدة رقيقة كالأطفال، لكانت آلاف الكلمات والنداءات التي تكتب يومياً قد أحدثت صدى في مسامعهم، وأثرت فيها.. لكني حُمّلت أمانة ولابد من أن أوصلها إلى المسؤولين في كهرباء تعز وهي: «الكهرباء في الراهدة مقطوعة في يوم واحد من الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشرة ظهراً..ومن الثانية عشرة ظهراً وحتى الثالثة عصراً..ومن الخامسة مساءً وحتى العاشرة «ليلاً».. ومن الحادية عشرة ليلاً وحتى الثالثة فجراً، المساواة في الظلم عدالة»؟!! هذه أمانة لمسؤولي الكهرباء في تعز من أبناء الراهدة الذين يعيشون في «رعب يومي»، شبيهاً بالذي عاشته بغداد في 2003م لحظات القصف الأمريكي حينما كانت تدوّي «صفارات الإنذار» وتظلم المدينة.. المواطنون هناك، لايطلبون منكم أن تعيدوا إليهم «النور» باستمرار وتميزونهم عن غيرهم، لكنهم يستحلفون مدير الكهرباء أن يطبق العدالة، ويساوي «ظلامهم» بظلام إخوانهم في كافة مديريات وأحياء تعز، أو فصل التيار عن «الراهدة» نهائياً، فالكهرباء لاتتشابه مع المياه، سيقوم الناس ب «تعبئة الدبب» و«الصحون» من المياه ساعة وصول مشروع المياه إلى منازلهم لساعات فقط ويغادر. [email protected]