عام بعد اخر , تتأكد لنا النوايا الحكومية الهادفة لأنشاء جيل " مهلوس " هم أساس المشكلة , وحاضر البلاء, بتوجههم جميعا نحو التعليم , بدلا عن الانتشار مابين أعمال العنف , وقطع الطرقات , وتعلم السرقة ,ورفع الاعلام الانفصالية مثلا .... تتأكد النتيجة عند إقتراب موعد امتحانات الشهادتين " الأساسية والثانوية ", وما ان يعلن وزير التربية عن توجهه عشرات الالاف من "أبنائه " الطلاب لأداء الامتحانات , حتى يعلن وزير الكهرباء عن أداء امتحانات " كيف تصبح مجنونا في 5 ساعات " , وذلك بفرض برنامج اطفاءات مكثف وغير مسبوق, وشبيه إلى حد ما باختبارات "التوفل". في ظل هذا التوجة الحكومي الفريد, أعتقد انه لايتحمل الطلاب ولا أولياء الأمور، ولا مديرو المدارس ولا المدرسون، ولا الكتاب المدرسي، ولا وزارة التربية، مسؤولية الإخفاق في حصد مراكز علمية متقدمة، بل يتحمل كل ذلك وزير الكهرباء، ومنظومته، و«ميجاواته» التي لا نعرف تضيئ درب من؟! فالنفسية التي يعيشها التعليم في بلادنا، ازدادت سوءاً بسبب تعنت الكهرباء، التي يتفنن مسؤولوها في تكدير أجواء الطلاب المثابرين ، والتي ستجعل نتائج الثانوية العامة تسلك هذا العام مساراً مختلفاً من خلال التنافس على عشرة مقاعد ل العشرة«المكتئبين»في الجمهورية، وليس الأوائل.. أوائل الجمهورية وخاصة الطالبات لن يذهبوا هذا العام إلى عواصم الدول الشقيقة والصديقة لدراسة الطب، بل إلى مستشفياتها للعلاج من أمراض نفسية وهلوسات ولعنات الكهرباء التي طاردتهم طيلة أشهر السنة الدراسية , وفتكت بهم ايام الامتحانات. كلما اقترب موعد امتحانات الشهادتين الثانوية والأساسية وكليات الجامعات، كلما كثفت الكهرباء من جرعاتها الإطفائية وجعلت كل أب يخجل من توجيه أمر لولده "بأن ينتبه لدروسه " ويجد في التحصيل خوفاً من إجابة جاهزة: «بأيش أذاكر ياحاج, اشترِ ماطور» كطلب سليم من الصعب تلبيته!! وكلما ظن الناس خيراً بأن المسؤولين في الكهرباء سيراعون أن هناك طلاباً على أبواب امتحانات، وستنقشع الظلمات عن لياليهم يأتي إليهم أبوبكر سالم مردداً «كل ماصفت ظلمت..أو غيمت..فلا فرق..» طلاب الثانوية العامة , هم الاشد حساسية من الضغط النفسي الناتج عن الانطفاءات , لاعلاقة لهم بالاعمال التخريبية على أعمدة مارب الغازية الاولى والثانية والعاشرة , ولا يحملون فكر قاعدي حتى يكافئون وكأنهم بعضا من عناصرهم ,باغتيال اصعب اللحظات في حياتهم العمرية , ومراحل تحولها . ألا يستطيع مسئولو الكهرباء إصدار اوامر استثنائية بمنح طلاب الشهادة الثانوية شرف مراجعة دروسهم باضواء دائمة تكون أشبه بليالي قدر , خاصة وانهم يعلمون ان الكهرباء لاتتشابه مع المياه، سيقوم الناس ب «تعبئة الدبب» و«الصحون» منها ساعة وصول مشروع المياه إلى منازلهم لساعات فقط ويغادر أزرار التحكم كانت قد خمدت قبل بدء الامتحانات , لكنها عاودت نشاطها بقوة في مدينة تعز , وكل المدن اليمينة بالطبع , ساحلية كانت او جبلية ,مماجعل البعض ان تنسيق بين وزارة التعليم العالي – التي تتمنى الا تستقبل أي طالب جديد في جامعاتها ,قد تم صياغته مع وزارة " القهرباء" . أعرف أن الكتابة عن الكهرباء ومآسيها، لاتجدي نفعاً مع مسؤولي «أزرار التحكم»، فلو أن لهم «آذاناً» كالبشر، وأحاسيس كأولياء الأمور، وأفئدة رقيقة كالأطفال، لكانت آلاف الكلمات والنداءات التي تكتب يومياً قد أحدثت صدى في مسامعهم، وأثرت فيها.. وائل الزميل وائل القباطي , ظل أسمه احد عناوين عشرات الصحف والمواقع الالكترونية بسبب حرمانة من اداء امتحاناته النهائية في كلية إعلام عدن ,والقرار الذي اتخذته الجامعة سيظل وصمة عار لن تستطيع أية قرارات لرئيسها " بن حبتور " إزالته .. ما يؤلم في قصة وائل , هو ان السبب الرئيس في حرمانة من اداء الامتحانات والمحرض الاول على اغتيال حلمة , هو قيادي في نقابة الصحفيين بعدن , لكنة يدير مطبخ إعلام الجامعة ..هنا تكون الكارثة.