ليس عدلاً أن نعيش في زمن القرن الواحد والعشرين ونعاني من وباء الظلام وآفة البحث عن مصادر النور التي تعود بنا إلى العصور القديمة خاصة وأن الضوء قد صار مهماً في الحياة المعاصرة كالماء والهواء. . بل إن الطاقة الكهربائية أصبحت بمثابة الروح للجسد في يومياتنا المعاصرة.. وإن مانعاني منه في هذا الجانب الخدمي الأهم ليل نهار إنما يبرره فقط لدينا هو:عدم وجود أي شعور بالمسئولية تجاهنا لدى أصدقاء الظلام القائمين على هذا المرفق الحيوي الهام بالنسبة لنا ككائنات حية يلزمنا أن ننعم بهذا المنجز الضروري كغيرنا من عباد الله..وإذا كان الواقع العام للمادة المتوفرة من الطاقة الكهربية يحكي العجز القائم فعلاً على مستوى الجمهورية فإن المنطق يقول إن هناك استثناءات يجب مراعاتها خصوصاً في أيام الصيف.. وأهم مايجب مراعاته هي المناطق الأكثر حرارة في بلادنا وتهامة أشهر من نار على علم في حرارتها الملتهبة في الصيف.. فهل من العدل هذا الانقطاع المتكرر خلال اليوم الواحد وبالساعات؟ ألا يدل ذلك على ممارسة القهر معنا حتى صار إدماناً يتلذذ به القائمون على محطات «طفي لصي» القهربائية ثم إنه إذا كانت المساواة في الظلم عدلاً.. أليس من حقنا على مسئولي الكهرباء مساواتنا على الأقل في زمن انقطاع التيار مع أمثالنا في المناطق الأقل حرارة من تهامة بالدقائق أو بأجزاء من الساعة وليس بالساعات صبحاً وعصراً ومساءً.. إن منطقة في تهامة مثل «حيس مثلاً» تدر على مؤسسة الكهرباء مبالغ طائلة في دفع الخدمة «003» ريال ناهيك عن قيمة الاستهلاك.. الذي في أكثر المنازل مع هذا الانقطاع المشين لايصل إلى نصف المبلغ المحدد في الفاتورة فأين تذهب مخصصات الخدمة إذا كان الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ.. ما أبكاني وأبكى الكثير من الآباء مثلي والأمهات أيضاً هو معاناة أبنائنا وبناتنا طلاب وطالبات المدارس في أيام امتحاناتهم وليالي المذاكرة ضوء الشموع أو فوانيس «بندر عدن».. وسوف نعيش المشكلة بصورة أكثر مرارة وشعوراً بالقهر ونحن نستقبل امتحانات الثانوية العامة والأساسية العامة في ظل هذا الوضع القائم قهربائياً .. فهل ننتظر قليلاً من إعادة النظر في جدول «طفي لصي» الخاص بالمناطق الحارة بمحافظة الحديدة وغيرها أم أن الوضع سيبقى قائماً كماهو عليه وعلى المتضرر الهروب بأطفاله إلى العراء..