حب الوطن شرط، جوابه المحافظة عليه. نسمعها كثيراً: الوطن أمانة في أعناقنا، وكي لاتنوء ألسنتنا أطنان الظلم والجهل بها «الأمانة» وأوزار التجني عليه «الوطن». نقول تلاوة «الوطن أعناقنا» فالتفريط به تفريط بها. قد تتناسلنا الحيرة والغرابة ونحن نقف أمام شعارات أولها لعنة وأوسطها كفر..! نتساءل حينها: أيعقل أن يتجنى الإنسان على ذاته؟ أحدهم يقول «العطاس» على شاشة تلفاز أجنبية: «الوحدة انتهت»؛ شُلّت أحرفه ولُِعنَ بما قال. يتعاملون مع الوحدة لكأنها منتج تجاري، هكذا علّق الأخ عبدالواحد الربيعي، عضو مجلس الشورى ساخراً من قائلها أثناء الحوار الخاص الذي أجرته معه صحيفة الجمهورية. حقيقة يستحقون الإجلال والتقدير.. أعضاء مجلس الشورى. أشخاص هم ذاكرة الوطن. الكاتب الرائع زكريا الكمالي، كتب عنهم مقالاً متميزاً في ملحقه الديمقراطي لا مجال لذكره. رجوعاً إلى الذات تبقى الوحدة الخالدة جينات هوية، جينات انتماء، جينات عزة تبقى مادامت السماوات والأرض بإذن المولى عز وجل وبإرادة الشرفاء من أبناء هذا الوطن. غريب أمر أولئك الخونة.. يجعلون من أنفسهم فقهاء سياسة، وما إن يشرعوا في ممارسة العمل السياسي حتى تتجلى حقيقة كونهم فقهاء نخاسة، يتاجرون بأنفسهم وأوطانهم..!! هكذا حالهم وكذا مآلهم. ما أود قوله هو أن إعادة تحقيق الوحدة هو الوضع الطبيعي للجغرافيا اليمنية. فمنذ الخليقة ونحن متوحدون إلى أن أتت فترة الاستعمار البريطاني، لذلك فقد مثل الثاني والعشرون من مايو 90م إعادة الاعتبار للتاريخ اليمني. فالوحدة اليمنية لم يكن وجودها اغترابياً حتى ننادي بالانفصال، إنما الاغترابي شعارات الردة التي تقف وراءها بعض الشخصيات التي لاتمتلك من حضورها السياسي إلا الخطيئة. لايعنيها من أمر الوطن شيء، باستثناء تنامي تلك الأرقام المهولة التي تمتلئ بها أرصدتهم على حساب الفراغ، الذي يتمدد في ضمائرهم الخاوية من معاني الوطنية والسيادة والكرامة والشموخ. *الأمين العام لمنتدى مجاز الأدبي الثقافي