بين جوانحي يسكن الالم وخلف ذلك الصمت يصرخ الوجع وفي معمعة الحزن بالكاد وجدت ذاتي في غفلة أتاني الخبر وعلى ين غرة ذاع وأنتشر هكذا يقول الناس "الجفري" رحل خوفٌ .. رعشة... أضطراب وبين هذا كله أحدث نفسي مؤكد في الأمر سر!! لا...لا... ليس مؤكد هذا الخبر هكذا كنت أقول وأمني النفس رغم الألم تزايدت نبضاتي تسابقت أنفاسي تخثر جسدي وهناء في المآقي دمعات تستأذن النزول وصراخ يكتمه الأمل فلا يعقل ما يقال وتلك مجرد أوهام ولعل الواشون هم من يروجون ولهذا الشيء يتمنون ولكن !!! هكذا قالت الأقدار وهكذا شاء الرحمن إذن "الجفري" رحل وتأكد الخبر رحل إلى بارئه وتوفاه مولاه وربه وقبض روحه في أجمل أيامه رحل وترك في القلب جرحا ينزف وفي الجسد شرخاً وفي الروح الما رحل وتركنا مقل باكيه وشفاه عابسه وصدور تئن وأحشاء تتقد رحل وخيم الحزن بداخلنا وأستبد الالم بأحشائنا وتملكت الحسرة قلوبنا فإينما أتجهت نساء تصرخ رجال ينتحبون شباب يتوجعون وطن ينوح وذهول وصمت يخيم على الأرجاء فاليوم أغمد الالم خناجره ونفث الحزن سمومه وكبلتنا الآهات بأصفادها اليوم أتسع عمق الجرح وتأججت نيران الالم وأستبدت الوحدة بالوطن اليوم رحل "الجفري" والكل لم يفق من صدمة الخبر والبعض لازال تحت تأثير الالم وآخرون بين الأحياء والأموات لا يعون من الأمر شيء يحدثون أنفسهم في هول المصيبة ويختلون بارواحهم في حضرة المنية ويتمتمون بأصوات خافته أيعقل أننا لن نراه؟ وأنه قد أنتهى مشوار الحياه أيعقل أنه تركنا؟ واليوم لن يعانقنا أيعقل أنه لن يجول بيننا؟ ولن يضحكنا ولن يداعبنا ياآآآآآآآآآآآآآآآه .. هل حل بنا هذا توقضهم حقيقة مرة وإرادة الرب وقدره ولا راد لأمره فيدركون أنه "رحل" وعن " العين" أرتحل وإلى جنة الخلد "المستقر" أبيات شعر من فهد علي البرشاء