الاحتفاء بالوحدة لايتوقف عند زمن معين فهي ساكنة في قلوبنا وأفئدتنا نعيشها كل يوم وكل ساعة، أولاً لأنها ترجمة حية وحقيقية لقول المولى عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً) صدق الله العظيم. فالوحدة لها مدلولات ومعان كثيرة.. فهي القوة والثبات، وهي الأمن والاستقرار،وهي التنمية والبناء وهي الكثير والكثير من الخيرات والعطاءات المتجددة مع تجدد شمس كل يوم جديد .. فالوحدة اليمنية لم تكن وليدة ال 19 عاماً الماضية ولاعمر الثورة اليمنية بل هي حقيقة ومتجذرة بين أبناء الشعب الواحد منذ مئات السنين أي من قبل أن توجد العوامل القهرية التي فرقت بين أبناء الشعب الواحد وهي الاحتلالات التي تعرضت لها اليمن من قبل عدد من الدول الأوروبية والذي كان آخرها الاحتلال البريطاني لليمن .. هذه الاحتلالات التي عملت دوماً على وضع الفواصل والحدود السياسية والجغرافية بين أبناء الشعب الواحد . وبرغم كل ذلك فقد ظل الشعب اليمني موحداً ومتداخلاً اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وعاش في حب ووئام حتى تدخل شيطان السياسة بعد أن تجردت اليمن من حكم الإمام والاستعمار لينفث سمومه في اشعال الفتن والحروب حتى لايتقارب شطراه بعد أن علم أن هناك نية وتوجهاً لشرفاء اليمن وعقلائها بدفن الماضي التشطيري بإعادة تحقيق وحدة الأرض والشعب اليمني ليتخلص خلالها من ويلات الفرقة والتمزق والشتات. فكان لجهود الشرفاء من أبناء اليمن وبعد جهود مضنية ولعدة سنوات أن تحققت الوحدة اليمنية والتي كانت النجمة المضيئة في سماء الوطن العربي الذي كان يملؤه الظلام الحالك حينذاك، فعادت الخريطة اليمنية الجغرافية والديموجرافية الممزقة إلى صورتها اليمنية الجغرافية وهاهو الشعب اليمني اليوم يعيش أفراحه بوحدته التي أعيد تحقيقها لتبقى خيراً ورخاءً لكل أبناء اليمن من المهرة حتى صعدة. وفي ظل الظرف العصيب وهذا الامتحان الصعب الذي تمر به وحدتنا لاننكر بأن هناك اختلالات.. لكن المطلوب معالجتها .. وهناك خطوات عملية قد بدأت في هذا الاتجاه إلا أن استغلال هذه الاختلالات لاثارة النعرات والاساءة والمساس بالوحدة امر مرفوض.. فنحن قد كبرنا بوحدتنا وأصبح لنا شأن إقليمي ودولي ، وأذكر هنا بأن منطق العقل يقول بأن تصحيح الاعوجاج والاختلال أو تحقيق مطالب يجب أن يكون ضمن الأساليب والقنوات الديمقراطية والحضارية ومنطق التاريخ يقول بأن التطور وتسيَّد النظام والقانون لا بد وأن يسود.. ونحن هنا متفائلون بأن بلادنا سوف تجتاز ماتعانيه منه وستظل مسيرة الوحدة والتطور تتواصل ليلمسها كل مواطن يمني دون استثناء ولابد من معالجة أمورنا بهدوء وبعيداً عن التشنج لأن الوحدة هي البلسم الشافي لجروحنا وآلامنا التي عانينا منها الكثير.