الوحدة اليمنية محمية ومحروسة ومصانة من كل أبنائها، فلا يختلف اثنان على أن الوحدة هي صمام أمان لليمن من كل الهزات والكوارث وهي نعمة أنعمها الله على اليمن وأبنائها، فهي الوسيلة المثلى لنهوض الشعب اليمني اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.. فما من يمني إلا ويرى في الوحدة ذاته ومصيره وقوته وعنوانه ووجوده القوي في هذه الحياة، ومن خلال هذه القناعة الكاملة ناضل شعبنا في شماله وجنوبه على مدى عقود من الزمن من أجل تحقيقها. وخلال هذه الفترة الزمنية من النضال من أجل تحقيق الوحدة لم تكن الطريق مفروشة بالورود بل كانت مليئة بالأشواك والعراقيل والمطبات، فأخذت اللقاءات والمؤتمرات مأخذها من خلال لجان الوحدة المشتركة والتي أخذت زمناً ليس بالقصير، نظراً للظروف والعوامل الخارجية التي كانت حاضرة في بعض الأحيان إلا أن الإرادة اليمنية القوية تجاوزت كل تلك الظروف والعوامل التي أرادت وأد مسيرة الوحدة، لأن الإرادة الشعبية كانت أقوى من كل تلك الظروف فانتصرت الوحدة، وأستعاد الشعب اليمني وحدته في 22 مايو 90م . لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل الوحدة بحد ذاتها كانت هي الغاية والجواب هو: إن الوحدة كانت غاية كل ابناء الوطن ووسيلتهم من أجل النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأن يعيش الجميع في مجتمع خالٍ من كل موروثات الماضي التشطيري. طموحات كبيرة وواسعة تطلع إليها اليمنيون. منذ اللحظة الأولى لارتفاع علم الجمهورية في كل الأبنية الرسمية والشعبية والتي ذرفت معها دموع الفرح من ملايين الناس في كل أرجاء الوطن.. واليوم وبعد مرور ثمانية عشر عاماً من تحقيق الوحدة وهي فترة ليست بالقصيرة لابد وأن تكون هناك وقفة جادة ومسئولة من كل المعنيين والمهتمين ومنظمات المجتمع المدني بما فيهم رجال السياسة والاقتصاد والاجتماع للوقوف امام ماحققته الوحدة من انجازات عملاقة خلال مسيرتها وكذا إيجاد الحلول والمعالجات لكل ماصاحب مسيرتها من اختلالات حتى لاتظل هذه الاختلالات مطبات وعقبات تعيق مسيرة الوحدة التنموية وعملية البناء الاقتصادي وتحقيق الطموحات والتطلعات.. والعمل على اتخاذ الخطوات في تصحيح وإنجاز كل مايطمح إليه كل أبناء شعبنا في ظل وحدته.