من المؤسف أن تجد البعض رجالاً كانوا أم نساءً بشوارب أو بضفائر يبصقون في وجه المسؤولية ويجعلون من اللامبالاة ناياً يعزفون عليه مواويل فشلهم ويسقطون عليه قبيح تجاربهم.. حتى يظهر للسامع نشاز لحنهم..ورداءة استخدامهم لملكات الحياة ومواهب الأخذ والعطاء..نظرية الذكاء الاجتماعي لايختلف فحواها عما أقصد..إذ أن ماأعنيه مماسبق أن نحاول التعايش مع محيطنا بحب وفطرة طبيعية ووجود تلقائي..نكون جاذبين للآخرين وعلى ذات الرقعة مستقلين بأفكارنا وعواطفنا وطريقة تعبيرنا عن الحياة العريضة التي نعيش.. في سياق ماأعني من القول أن لانجعل الحياة أمامنا معركة شرسة قد نضطر عندها لاستخدام جميع الوسائل المسموح بها دولياً وغير المسموح بها لنبرر الانتصار لمعارك قد لاتحتاج لعدة وعتاد.. بل إني أؤكد أن هذه الحياة بكل ما فيها من طيب وخبيث لاتحتاج إلا للدفع بالتي هي أحسن..هذا ليس انعكاساً لحالة سلام داخلي أعيشها دائماً والحمد لله لكنها الحقيقة التي حُجبت عن كثيرين حتى أصبحوا يدججون معتقداتهم وربما عقائدهم أو حتى عواطفهم بالهجوم المباغت والضرب من تحت الحزام وربما ارتدى حزاماً ناسفاً ليدمر كل من حوله..لماذا؟! لأنه ببساطة لم يعرف كيف يعيش في أحضان روحه وحنان مجتمعه..لم يجرب طعم العطاء الذي لاتشوبه النقائص..لم يتبرأ من المصلحة فيما يقول ويفعل..لم يجرب معنى الراحة الحقيقية عندما يبتسم له الآخرون لأنهم أحسوا بابتسامة بريئة قصدت قلوبهم..لم يمر على خط التضحيات..لم يجازف بالأمنيات لم يذق شهد الأغنيات التي يلحنها اليقين بالنجاح.. سنصل. نعم سنصل فقط إذا ابتسمنا في وجه الظلم..انسحبنا من محكمة الذات..انطرحنا على باب التوكل.. ونحن على يقين بأننا سنصل..ولكل منا وجهة يتمنى أن يصل إليها..فكل منا يقصد هذه الوجهة حاشداً كل الطاقات في سبيل الوصول ومنا من يتعثر بالقدر في منتصف الطريق فيقع في قبره ميتاً..ومنا من يكمل الطريق ومنا من يحول مساره باتجاه مغاير كماً وكيفاً..المهم هو تحديد الهدف حتى تتذلل الصعوبات وتبدو كبار الأمور صغيرة هينة..لأن القصد من السير الوصول.. وفقط في معيتنا على الطريق مجتمع بأسره..أمة بكاملها..عالم بمافيه..نحن لانسير بمفردنا لأننا لسنا دواباً..نحن بشر يدفع بعضنا بعضاً ويساند أحدنا الآخر..هيئت لنا الدنيا وما فيها.. فلماذا لا نهيئ أنفسنا للوصول وبأبسط الإمكانيات، لانريد أن نكون قدوة سيئة للآخرين نريد أن يرانا هؤلاء الصغار قاموس حياة..مرجع تجارب والهروب من مسؤوليتنا تجاه أنفسنا وإسقاط فشلنا على أوطاننا هو الجنون بعينه.. إذ لامبرر لفشلنا في إدارة الذات وقد أصبحنا آباء وأمهات..هنا تماماً تتدخل نظرية أخرى تسمى بالذكاء العاطفي..كيف تكون مشاعرنا عاقلة؟!موجهة بشكل سليم خارجة عن دائرة التطرف وأكثر اتزاناً مع من حولنا..أولئك الذين لولا مشاعرنا الموجهة بعناية مااستطعنا أن نصل وإياهم إلى الطريق الصحيح.. أليس من المفترض بعد أن تقرأوا هذه الكلمات وتنحوا مشاعركم منحاها الصحيح أن تقبلوا أرضه وتجعلوا حبكم له الحب العاقل عادة دائمة حتى نستطيع أن نكون كباراً في عيون ذواتنا ثم عيون من نحب.. صدقوني حبكم لوطنكم يصنع الكثير من المنجزات على طريق الوصول..اشعروا بالمسؤولية تجاهه وكفى.