كنتُ قد تحاشيت مكالمته الهاتفية، لاحتمال إصابته بفيروس «إن ون إتش ون». لعل انفلونزا الخنازير هو أحدث منتجات المختبرات العالمية لصنّاع الحروب. فالتواجد الأجنبي الأجد في المنطقة بحاجة إلى مسحة هوليودية مفادها وباء عالمي، الغاية من تلك اللفتة أو المسحة الذهاب بالأنظار إلى مواضيع هامشية بعيداً عن متن خارطة قراصنة الأرض. البعض قد يتبادر إلى ذهنه قراصنة الصومال.. لا.. ليسوا كذلك، إنما هم مجموعة من المرتزقة ينفذون استراتيجية قراصنة العالم، أو بالأصح مخترعي مشروع الشرق الأوسط الجديد، فمن ضمن أهداف هذا المشروع الاستعماري: تكثيف التواجد الأجنبي في المنطقة، لذلك كان لهم أن يستفيدوا من الوضع المهترئ في الصومال ليعمدوا بعد ذلك إلى دعم بعض العناصر لاعتراض السفن تحت إشراف الأقمار الصناعية، ومن ثم تفعيل هذا الموضوع أو الخطر إعلامياً، ليتسنى لهم التواجد في هذه الممرات الملاحية العامة بحجة مكافحة القرصنة. الكثير قد يصدق ما يروج له، ناظراً إلى الأمور نظرة شكلية لا يتجاوز أفقها مرمى الهدب.. والحقيقة أنها استراتيجية استعمارية جديدة يمكن اتخاذها بعيداً عن منطق السبابة والزناد.. ما يوجب الألم هو أننا نجعل من عقولنا أفواهاً مشرعة بانتظار بلع الطعم، والمصيبة الأكبر هي الثقافة التبريرية لذلك الانجرار اللامبرر إلى مائدة الخديعة.. «الجمرة الخبيثة جنون البقر انفلونزا الطيور...إلخ» رزمة من الوسائل التضليلية كانت قد تجلت مسبقاً أمام أحداق العالم كيما يغض الطرف عن جرائم ارتكبت بحق إقليم ما في زمن ما. شخصياً لا جد أن ثمة فارقاً من الناحية الجينية بين الخنازير وقراصنة العالم، للانحدار من سلالة الخطيئة بين قوسين «المعصية». لكني أوقن بأن التواجد الأجنبي لقراصنة العالم في المنطقة وحده من يستحق الخشية، فانفلونزا الخنازير لن تحصد من الأرواح ما حصده الاحتلال في العراق. لذلك ينبغي أن نوصد أهدابنا ومآقينا عن ترهات كهذه، وأن نشرع العقول والألباب للوقوف على ما يخطط له. مكالمة فائتة.