كل يمني ينتمي لهذه الأرض حباً ووفاءً وولاءً كما ينتمي لعقيدته فداءً وتضحية يحب وحدته اليمنية. وليس من شك في أن علامة الإيمان باليوم الآخر، ومن علامات اليمنية الصادقة هو الاعتزاز بالوحدة اليمنية والاستعداد بالنفس والمال تضحية في سبيل إعلائها وتكريمها. لقد كانت الوحدة بمثابة قدر جميل لشعبنا ناضل في سبيله، وناضل من أجل تحقيقه بالغالي والنفيس. ولقد أصبحت هذه الوحدة المباركة وستظل الدورة الدموية والتنفسية في كيان شعبنا اليمني، فلا حياة له دونها ولا شيء غالٍ في سبيل الدفاع عنها والحفاظ على بقائها. ولقد أثبت التاريخ اليمني القديم والحديث أن أية فكرة تحاول أن تتجاهل هذا الحق أو تسقطه إنما هي فكرة تنتهي إلى العبثية والدوران في فراغ مما يحفزنا جميعاً إلى تجذير الوحدة عقيدة وشريعة وضرورة حياة. ولقد يكون لنا في التاريخ عبرة في أن من حاول أن ينتزع هذه الحياة من جسد الشعب إنما أصبح هامشاً أسود كئيباً في مجاهل تاريخ لا يؤسف عليه ولا يؤبه به. من حق كل يمني أن يشرُف بالانتماء إلى وطنه الغالي، ومن حقه أن يفخر بهذا المنجز الذي اختطفه قدر أسود ما لبث اليمانون أن هبّوا لاسترداده وزرعه مرة أخرى في كيانهم الحي لتنبثق حياة تسودها الغبطة والألق ويعمّها الخير من كل جانب. ونحن لا نأسف فحسب لهذه الدعوات المغامرة التي تطمع أن تصادر هذه الحقيقة من شعبنا، بل هذا النور الذي سرى في كل شريان من شريانه، وإنما نعجب كيف أن الله يسلب من بعض مخلوقاته بصائرهم، مفضلين الغشاوة والعمى على البصيرة النافذة والنور المبين. جيل كامل من أبناء شعبنا العظيم يتلقفون هذا المنجز الخطير بعد أن استرده أبناء مخلصون لهذا الوطن من مخالب الفرقة والشتات بعزيمة عالية الهمة، وهي نصيحة لمن أراد أن يتعظ ويعتبر، وان العبث بالبارود إنما يوفر موتاً زؤاماً للعابث، ويعرضه لعدم محقق. مبارك لشعبنا العظيم يوليو المجيد الذي شهد انتصاراً زاحفاً مهيباً ضد التشطير والفرقة والتشرذم.. ولا نامت أعين الخالفين.