آثار تعذيب بائنة على الجسد وكسر في الجمجمة جراء ضرب بسلسلة حديدية كان سبباً للوفاة..هذا ما قاله تقرير الطبيب الشرعي بعد معاينته جثة فاديا التي نقلت إلى مستشفى الشفاء بقطاع غزة. فاديا امرأة فلسطينية من قطاع غزة ، أم لخمسة أولاد، قضت مؤخراً جراء ضرب وتعذيب والدها لها بسلسلة حديدية على رأسها، على خلفية ما تسميه منظمات حقوق الإنسان "بجرائم الشرف." كان والد القتيلة، جودت النجار، سمع ابنته فاديا المطلقة منذ عام 2005 تتحدث على هاتفها الجوال مع رجل ، اعتقد الأب أنه - المتحدث مع فاديا على علاقة عاطفية معها، ما أثار غضبه ودفعه إلى ضربها حتى الموت بحسب رواية الشرطة التي تحفظت على الوالد وأولاده الثلاثة، إثر الجريمة التي ادعى أنه اقترفها بهدف "الحفاظ على شرف العائلة". مقتل فاديا يرفع مؤشر ضحايا جرائم الشرف في غزة والضفة إلى تسع ضحايا للعام الجاري2009 وفق ما هو مدون في وثائق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان - مقره غزة- حيث قتل 6 نساء، ورجلان وطفل، في سبع جرائم، وقعت إحداها في الضفة الغربية والبقية في محافظات قطاع غزة بحسب بيان صادر منتصف الأسبوع الماضي عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان. العقوبة القصوى في مثل هذه الحالات ثلاث سنوات مدنية، أي ما يقارب 24 شهراً."الأمر الذي يصفه المركز الحقوقي الفلسطيني ب" الحصانة الممنوحة للقتلة من خلال تنفيذ أحكام مخففة بحق مقترفي هذه الجرائم". ترفض مها شماس مديرة المركز النسائي الفلسطيني للإرشاد القانوني، بالقدس، اعتبار تولي حركة حماس السلطة في القطاع سبباً لانتشار جرائم الشرف، وهي تدلل على منطقية رفضها بالقول أن كلا من الضفة الغربية، الواقعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، وكذا قطاع غزة ، شهدا تراجعا لحقوق النساء والأطفال. المعتقدات الدينية والتقاليد أمران مهمان للفلسطينيين، خصوصا وأنهما سرعان ما يستغلان لممارسة الاضطهاد، وكثيرا ما تكون النساء والأطفال من أوائل الضحايا كما تضيف شماس. كانت فلسطين والأردن من ضمن عدد من الدول العربية التي أورد تقرير دولي مؤخراً أن مؤشر جرائم الشرف بها في تصاعد لكن فلسطين والأردن كانت الأعلى حصيلة ضحايا في هذا الاتجاه. غيرة الأب كما يبدو من الرواية غلبت صبره للسؤال والتأكد من نوع العلاقة وطريقة الضرب لم تمهل فاديا قليلا من الوقت للدفاع. لقد ذهبت فاديا إلى حياة أخرى تاركة خمسة أطفال لم يحسب ساعة فوران الغيرة أنهم يتركون بلا أمومة . عربياً تلعب حالات العنوسة والطلاق المتزايدة لأسباب تأتي صعوبة الحياة المعيشية في مقدمتها دوراً كبيراً في زيادة مساحة الشك وبالتالي سقوط ضحايا ما يسمى بجرائم الشرف. مشكلة هذا الشرف أنه أعور فهو يعاقب المرأة فقط أي انه ببساطة يعاقب الضحية ويترك الجاني حرا طليقا يسرد مغامراته هنا وهناك هذا طبعا في حال حدث محظور بالفعل. البعد الاجتماعي ومشكلاته الأساس مغيبة في أجندات الحكومات العربية إلى حد كبير كما أن قيمة الانسان في هذه المنطقة من العالم متراجعة على الدوام رفقة كل حديث عن التنمية التي يقصد بها على الاغلب التوسع العمراني او التوسع في السوق التجارية لكن الانسان يأتي في آخر قائمة الحساب على أفضل الاحوال.