قال تقرير لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان ''هيومان رايتس ووتش'' نشر أمس الأربعاء إن قوات الأمن الفلسطينية التابعة لحركتي (حماس) و(فتح) ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان على مدى العام الماضي منها الاعتقال التعسفي والتعذيب. وفي إطار الحديث عن صراع السلطة الدائر بين الحركتين تحدثت المنظمة في تقريرها عن اعتقالات نمطية ذات دوافع سياسية وعمليات إيحاء للمعتقلين بأنهم على وشك ان يعدموا وضرب مبرح للمحتجزين في مراكز يديرها عناصر من حماس في غزة وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية. وقال جو ستورك نائب مدير منظمة مراقبة حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ''في مرات عديدة وجدنا أنهم تعرضوا لانتهاكات أثناء الاحتجاز خصوصاً أثناء الاستجواب. وجدنا بعض حالات التعذيب بالغة الخطورة وجدنا ثلاث حالات من الأشخاص الذين توفوا تحت التعذيب في غزة. وجدنا حالة مؤكدة لشخص مات تحت التعذيب''. وخطأت المنظمة الولايات المتحدة والجهات المانحة الأخرى التي تمول السلطة الفلسطينية لعباس وقوات الأمن التي تهيمن عليها فتح ''لعدم إعطائها الاهتمام الكافي للانتهاكات النمطية التي ترتكبها تلك القوات''. وسيطرت حماس على قطاع غزة قبل عام بعد اقتتال مع فتح أدى إلى مقتل مئات. ومازال عباس وحركة فتح التي يتزعمها يسيطران على الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. وتصاعدت التوترات من جديد بعد انفجار وقع يوم الجمعة أدى إلى مقتل خمسة من ناشطي حماس وفتاة. ومنذ ذلك الحين اعتقل المئات من أنصار فتح وحماس في حملات اعتقال متبادلة تجري في الضفة وغزة. ورفضت وزارة الداخلية التي تديرها حماس في غزة التعليق على تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان لكنها قالت ان من يرتكب انتهاكات يعاقب. فيما صرح حسين الشيخ المسؤول البارز في فتح بأن قوات الحركة في الضفة تعمل في إطار القانون واتهم حماس بالقيام بممارسات بربرية ووحشية. وتورط في غالبية حالات الانتهاك التي وثقتها ''هيومان رايتس ووتش'' في الضفة الغربية المخابرات العامة والامن الوقائي لعباس الممنوحة سلطات واسعة لفرض القانون لحماية حكومته التي تتخذ من الضفة مقرا لها. وقال جو ستورك ''انه احتجاز عشوائي. انه تعذيب، ومرة أخرى أقول ان المسؤولين والقادة السياسيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لا يفعلون شيئا تجاه هذا الأمر''. وقال ستورك ان الأموال والتدريب يجب الا يذهبا إلى قوات تتجاهل القانون الفلسطيني لحقوق الإنسان والقانون الدولي وأضاف إن مؤيدي حماس عليهم بالمثل جعل مساندتهم مشروطة ''لتجنب المشاركة في انتهاك حقوق الإنسان''. وجاء في التقرير أن قوات فتح تلجأ كثيرا لتعذيب المحتجزين خلال الاستجواب وتسبب ذلك فيما يبدو إلى موت أحدهم. وتضمنت وسائل التعذيب الإيهام بان المحتجز على وشك أن يعدم والركل واللكم والضرب بالعصي والمواسير البلاستيكية والخراطيم.