خطبة فاجأت الكثير من المصلين ، كان الاعتقاد أن الرجل ينتمي الى جماعة 'الكتاب والسنة' تلك الجماعة التي تتبع منهج السلف الصالح بالاحتكام الى القرآن والسنة، وترى في الخروج عن ولي الأمر معصية كبيرة وسبباً أكبر في ضعف الأمة. لكن أبي موسى طالب المسلحين التابعين له بمبايعته على السمع والطاعة، بعد أن كال اتهامات وشتائم لحكومة حماس المقالة في قطاع غزة، مهدداً رجالاً منها بالمقاومة في حال اقتحامهم المسجد. الخطبة كانت في مسجد 'ابن تيمية' برفح يوم الجمعة الفائت. مدينة رفح شهدت ذات اليوم الجمعة حالة استنفار أمني، حيث قامت دوريات أمنية ثابتة ومتحركة تابعة لوزارة الداخلية في حكومة حماس المقالة، بقطع الشارع الرئيسي المعروف باسم شارع صلاح الدين الواصل بين شمال وجنوب قطاع غزة، وتفتيش السيارات، والبحث في هويات المارة، كما قامت بنصب حواجز أمنية في الشوارع المؤدية لمسجد ابن تيمية في قلب مخيم رفح للاجئين. لكن خطاب موسى كان كافياً لتفجير الوضع واندلاع الاشتباكات في اعقاب إعلان الدكتور عبد اللطيف موسى مسؤول جماعة ما يسمى 'أنصار جند الله' بفلسطين ، عن "ولادة إمارة إسلامية في أكناف بيت المقدس"، بدءًا من مدينة رفح بجنوب قطاع غزة. 28 قتيلاً وأكثر من 120 اصابة واعتقال ما يزيد عن 100 من عناصر جماعة جند أنصار الله المسلحة من بينهم مصابون، كانت حصيلة المواجهات حتى مساء السبت مع استمرار عمليات الإنقاذ من تحت انقاض منزل مدمر كان يتحصن فيه عبد اللطيف موسى زعيم الجماعة. فيما قال أتباع التنظيم إن زعيمهم فجّر نفسه وسط مجموعة من رجال الأمن التابعين لحماس، نفت حماس ذلك. وأكدت حماس عبر وزارة داخليتها أن عبد اللطيف موسى زعيم الجماعة قتل إثر اشتباك بين مقاتلي التنظيم وعناصر أمن حماس. أبو النور المقدسي الذي أعلن قيام "إمارة إسلامية في أكناف بيت المقدس" مفجراً معركة بين مؤيديه ومسلحي حماس قتل فيها واحد من كبار القادة العسكريين للحركة في القطاع. هو الدكتورعبد اللطيف موسى المولود بقطاع غزة، والبالغ من العمر خمسين عاما، والمتخرج من كلية الطب بجامعة الاسكندرية تخصصص طب عائلي "أطفال". كان موسى يحرص على حضور ندوات مشايخ الاسكندرية ومن بينهم الشيخ سعيد عبد العظيم، والشيخ محمد بن إسماعيل المقدم، والشيخ أحمد فريد، والشيخ أحمد إبراهيم، كما عمل مدرسًا في معهد أهل الحديث الشريف التابع لجمعية دار الكتاب والسنة لمدة خمس سنوات. له كتابان احدهما في مادة العقيدة باسم (الياقوت والمرجان في عقيدة أهل الإيمان)، وآخر في مادة الفقه الإسلامي باسم (الطريق السوي في اقتفاء أثر النبي). في بداية مشواره كان موسى نائباً لرئيس جمعية الكتاب والسنة لكنه تبع الجهاديين الذين يطلقون على انفسهم 'اسم السلفية الجهادية' واستولى على مسجد ابن تيمية الذي بني وأسس على منهج ' سلفي' يدعو سلماً الناس الى الرجوع والاحتكام الى القرآن والسنة ثم استخدمه منبراً لدعوته الجديدة التي فجرت التقاتل بين الإخوة المسلمين في القطاع.