إذا كان هناك موقف وطني واستشعار للمسؤولية تجاه أمن الوطن واستقراره وسلامته ونموه وتقدمه فإن الوقت قد حان للتفاعل الحقيقي وتشكيل حالة من الاصطفاف والتلاحم الوطني المتماسك لمواجهة المتمردين والمخربين من عناصر الحوثي الإجرامية الإرهابية التي عاثت واستباحت ودمرت كل القيم والمقومات الإنسانية والمنشآت والبنى التحتية الخدمية في محافظة صعدة وانتهكت الإنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فمنذ 12ابريل 2004التي اشعل فيها المتمرد الصريع حسين بدر الدين الحوثي فتنة الحرب الإرهابية في صعدة أقدمت عصابات الإرهاب الإجرامية وفي خمسة حروب واليوم الحرب السادسة على اغتيال الآلاف من الجنود في المؤسستين العسكرية والأمنية والمواطنين المدنيين والمشائخ والأطفال والنساء مستغلة حرص الدولة والقيادة السياسية بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح على العفو والتسامح الذي أعلنه مرات عديدة حقناً للدماء التي تسفك والأرواح البشرية التي تزهق وإحلال السلام والأمان في صعدة المحافظة التي نكبت على يد عناصر الشر التي تتمترس في معظم المناطق والجبال وداخل المباني الحكومية العامة ومنازل المواطنين المسالمين التي اجتاحتها بكل صلافة ووحشية متحدية الدولة والقانون والدستور. إن عناصر التمرد والتخريب التي يقودها الإرهابي المجرم عبدالملك الحوثي حولت محافظة صعدة إلى محافظة منكوبة يعيش أبناؤها الذين شردوا من منازلهم مأساة إنسانية يندى لها الجبين وأصبح هؤلاء يتحكمون بمصائر الناس هناك وبالتالي يجب عدم التهاون معهم هذه المرة إذ لم ينفذوا الشروط الستة التي أقرتها اللجنة الأمنية العليا، فليس هناك أية خيارات أمام الدولة التي أعطت جماعات الحوثي الكثير من الفرص وتدخلت العديد من الوساطات.. لكن كل هذه التنازلات لم تنفع معها وتعتقد أنها أقوى من الدولة والنظام والدستور الأمر الذي جعلها تواصل أعمالها الإجرامية وتتوسع في أعمال القتل والتخريب إلى خارج النطاق الجغرافي لمحافظة صعدة.. والحاصل أن سماحة الرئيس مع الحوثيين كانت لافتة.. واليوم نطالب فخامته أن يستأصل هذا الفيروس السرطاني المدمر والخبيث الذي يفتك في صعدة بكل بشاعة ووحشية ويكفي أنه شهد عليهم كافة أبناء الشعب اليمني وأيضاً العالم الخارجي الذي يراقب تراجيديا الأحداث في صعدة باهتمام وإن كان عن بعد. الأرجح أن القضاء على فتنة صعدة بات ضرورياً، ولم يعد بالإمكان الانتظار أكثر مما كان حفاظاً على أرواح الناس الأبرياء وحفاظاً على استقرار وأمن محافظة صعدة بل والوطن بشكل عام.