نحمد الله سبحانه وتعالى الذي بلّغنا رمضان استجابة لدعوتنا إياه في نهاية رمضان الماضي اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي سبحانه وتعالى لا يردها، بالذات ممن صام وقام رمضان وأخلص فيه العبادة وقراءة ودراسة القرآن وسيرة الرسول الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. فنحمدالله أن بلغنا رمضان.. فهو كفارة السنة من صامه إيماناً واحتساباً لن يخيبه الله.. فهو تعالى القائل في الحديث القدسي: « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ».. لأن عبادة الصوم هي العبادة الوحيدة التي لا يعلمها إلا الله.. كونها سرية.. بينما العبادات الأخرى ظاهرة ومشاهدة للآخرين.. وقد يؤديها العبد رياءً .. أي نفاقاً وأمام الناس حتى يقولوا عنه فيطمئنوا إليه ويأتمنوه فيوقع بهم الوقائع والنوازل. رمضان فرصة لمن بلغه ونوى العودة إلى الله والتوبة.. فإن التوبة قد كتبت له وقبلت، وكتب له رمضان حتى وإن وافاه الأجل بعد يوم واحد من رمضان.. فليغتنم الجميع الفرصة في هذا الشهر الكريم ويعد إلى الله ويتب إليه ويصلح نفسه، ويستقم في سلوكه ومعاملاته وعلاقاته مع الآخرين ابتداء من البيت «الأسرة» فالحي «الجيران» وأيضاً في عمله أياً كان نوع عمله رسمياً أو حراً، وأن يصدق ويخلص في كل أعماله دون استغلالها لإيذاء الآخرين، والإضرار بهم. وحسب الأبحاث العلمية والطبية.. أن الصوم رياضة روحية ونفسية وعقلية، وبدنية يتعافى منها الإنسان دون الحاجة إلى علاج لذا ففريضة الصوم فيها حكمة من الخالق عز وجل ليتعافى خلقه روحياً وجسدياً، وفي ذلك يجد الإنسان كم أن الله عز وجل يحب خلقه ويريد لهم الصحة الروحية والجسدية والصفاء النفسي والعقلي.. فهل يعي المخلوق غاية الخالق ورحمته به، ويقدرها، ويثمنها، ويستغل هذه الرحمة الربانية ليطهر ويزكي نفسه؟ فلنقبل على الشهر الكريم إيماناً واحتساباً وتوبة واستقامة وتكفيراً عما مضى وعدم العودة إلى هذا الماضي، ومعاصيه وذنوبه.. لا في رمضان ولا بعد رمضان.. لنخلص النية والتوبة.. فالله غفور رحيم.