يا إلهي ما سر قوة هذه المرأة..تتحدث وتبتسم ونستمع إليها فنكاد نجهش بالبكاء؟كلما كانت تمضي في سرد حكايتها كنت أتوقع إنهيار ارادتها لتبكي لكنها كانت تقول الحمدلله، كل شيء بأمر وربك يعين!. ربما كان شموخ نساء الريف وصلابة الحياة التي نشأت فيها هي زادها في محنتهن لكنه والله استفزت فينا قوة وصبر الرجال..كيف تقاوم كل هذا ولا تنهار.. إنها عواطف أحمد من مديرية المقاطرة قالت لنا إن عمرها 04عاماً بحسب ما تعتقد تعاني منذ خمس سنوات من اصابتها بالفشل الكلوي الذي يستدعي حضورها إلى مستشفى الجمهورية بعدن يومين في الاسبوع «خميس واثنين» لإجراء الغسيل. اللحظة الوحيدة التي احسسنا بحاجة المرأة لأن تذرف دمعة هي عندما سألناها عن تاريخ مرضها فقالت: لم أكن أعاني شيئاً لكنني حينما صدمت بوفاة زوجي فجعت وانهارت قواي ومن لحظتها بدأت معاناتي ومنها ما اخبرني به الاطباء بعد هذا بأن كليتي لم تعودا قادرتين على أداء وظائفهما. كان زوجي بالنسبة لي هو الغطاء والدفاء كان رغم ظروفه المادية الصعبة هو من يتكفل بإعالتي وأطفالنا السبعة من راتبه الضئيل من عمله كسائق في قطاع خاص، لكنه حينما مات تركنا هكذا في وجه حياة قاسية لا ترحم، بعده جاءت الأمراض المستعصية والظروف القاهرة لكن هذا لا يهم ما في حد يموت من الجوع فالرازق هوالله فأنا وأطفالي الحمدلله نعيش ونأكل بحسب الظروف وما يتيسر لنا من الرزق لكن همي هو في العلاج وفي تدبير تكاليفه أنا احتاج في سفري كل أسبوع من المقاطرة إلى عدن أكثر من ثلاثة آلاف ريال مواصلات وفي حال عدم وجود العلاج في المستشفى اضطر للشراء من الصيدليات الخاصة بما يزيد عن خمسة آلاف ريال وغيرها من التكاليف وكل هذا متطلبات منهكة لإ مرأة مكسورة الجناح مشتتة التفكير بين إطعام سبعة أطفال أيتام وبين البحث عن قيمة دواء يزيل عنها الألم ويمدها بما أراد لها الله من عمر ترعى فيه اطفالها الذين لم يعد لهم في هذا الكون سواها.