تعد أفغانستان مصدر 90 في المائة من الإنتاج العالمي من مادة الخشخاش الخام لصناعة الأفيون عبر العالم. مؤخراً دعا مكتب مكافحة الجريمة والمخدرات في تقريره المجتمع الدولي إلى تعزيز التقدم المحرز في أفغانستان في مجال محاربة إنتاج الأفيون. يقول تقرير صادر حديثاً من الأممالمتحدة: إن تجارة المخدرات، التي تستفيد من عوائدها الحركة المسلحة المناوئة للحكومة الأفغانية والقوات الأجنبية، تقوض شرعية الدولة. التقرير أثنى كذلك على البرنامج المسمى «مناطق الغذاء»، والذي يمنح بموجبه المزارعون الأفغان بذور الحنطة مجاناً لاستزراعها عوضاً عن الخشخاش. حتى الآن هناك 20 من أقاليم البلاد تعتبر خالية كلياً من زراعة الخشخاش، إلا أن ذلك لا يعني أن هذه الأقاليم قد تخلصت أيضاً من نشاطات تنقية المواد المخدرة والاتجار بها. جاء في التقرير الأممي أيضاً : إن سعر الأفيون قد انحدر إلى أدنى مستوى له منذ عشر سنوات. انطونيو كوستا، المدير التنفيذي لمكتب مكافحة الجريمة والمخدرات التابع للأمم المتحدة، يقول: بدأ سوق الأفيون في أفغانستان بالانهيار، حيث أثبتت النتائج التي كشف عنها التقرير بأنه مازال من الممكن تحقيق تقدم. لكن المسؤول الدولي حذر في ذات الوقت من أن المخدرات التي تنتجها افغانستان ما زالت تؤدي إلى نتائج كارثية، كتمويل النشاطات الإجرامية والإرهابية، وتشجيع الفساد، وتقويض ثقة المواطنين الأفغان بحكومتهم..حد وصف المسؤول. فيما يخص مساحات الأراضي الزراعية المخصصة لزراعة الخشخاش، لاحظ التقرير بأنها انخفضت في إقليم هلماند من 103,590 هكتاراً في عام 2008 إلى 69,833 هكتاراً اليوم. لكن هذه المساحة ما زالت تمثل أكثر من ضعف المساحة التي كانت تستخدم لزراعة هذا المحصول في عام 2005م. التقرير الأممي أكد أيضاً أن إقليم هلماند مازال مسؤولاً عن إنتاج 60 في المائة تقريباً من المواد المخدرة التي تنتجها البلاد ولايزال المزارعون يتمنون إنتاج الخشخاش إن أمكنهم ذلك. المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان ريتشارد هولبروك أكد للإعلام الفرنسي قبيل انعقاد مؤتمر باريس حول أفغانستان أن العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الغربية جنوبي أفغانستان أثناء الصيف لتطهير المنطقة من مقاتلي حركة طالبان عادت بنتائج إيجابية. قال هولبروك في حديث لشبكة (فرانس 24) الإخبارية: لقد نجحت قوات التحالف في إنزال ضربات موجعة بحركة طالبان وقوضت نشاطاتها واستولت على كميات كبيرة من الأفيون والهيروين وغيرها من المواد المخدرة والمعدات المتعلقة بها.