وضع القدس الشريف يتجه نحو المحو النهائي لأي مفاوضات أو أمل بقيام دولة فلسطينية تكون هذه المدينة المقدسة مدينة السلام عاصمة للدولة الفلسطينية التي كان الرئيس الأمريكي السابق بوش قد وعد بتحقيقها عام 2005 وها نحن في أواخر عام 2009 ولاشيء يدل على ذلك. ليس مايجري في القدس الشرقية وحولها من بناء وحدات سكنية وإزالة معالم تاريخية مثل باب المغاربة وباب العامود لا يجري مثله في أنحاء الضفة الغربية وقرب مقر السلطة الفلسطينية التي يطلق عليها المقاطعة، بل إن وزير خارجية إسرائيل ليبرمان أعلن يوم أمس الأول أنه يسعى لمحو ملف القضية الفلسطينية من وزارة الخارجية وأن الانسحاب إلى حدود عام 67 لن يجلب السلام وهو يعي مايقول ويعمل من أجله مع رئيسه نتن ياهو، فالرجلان خاضا الانتخابات الأخيرة في إسرائيل على وتر واحد ونغمة واحدة وإن كان كل منهما ينتمي إلى حزب متطرف بالعنصرية والسادية واللاسامية تجاه من يتهمونهم ضد السامية أي ضد اليهود، وتمكنوا منذ قرون من تسويقها بين الشعوب التي كانوا بينها كشتات تاريخي بأمر إلهي اعترف به رجال دين توراتيون كبار في أكثر من دولة يحملون جنسيتها بأن إسرائيل اسم لايعني دولة وإنما أحد الأنبياء أطاعه جمع منهم وهم قلة وحاربه أكثرهم مثل بقية الأنبياء. وقد كتب عليهم الذل والبقاء في الشتات كجاليات وجماعات تركت حرية العبادة واتجهت للعمل في المجال الاقتصادي والتجاري المبني على الربا واقتراف الرذيلة والتجسس والنفاق وتشويه سمعة الرجال الوطنيين، فقد روي فيهم ولدى الأديان أن هؤلاء الناس لو أقاموا دولة بعد ألف أو الفي سنة من نزول التوراة فسيعيثون في الأرض فساداً وستكون الفوضى وعدم الاستقرار والحروب هي السائدة وهذا ما وصلنا إليه اليوم في منطقة الشرق الأوسط والعالم. تسببوا وعملوا على إثارة المشاكل في ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية بوجه خاص من أجل التجميع والحصول على الدعم في احتلال فلسطين، وحولوا القضية إلى إبادة نازية لهم لكسب التعاطف والمساعدة في تحقيق حلمهم الطويل إسرائيل التي أرادوها من النيل إلى الفرات ورمزوا لذلك بالخطين الأزرقين المتوازيين في حاشيتي قطعة بيضاء تتوسطها النجمة السداسية ومنذ عام 48 وهم يغيرون أسماء المدن من العربية إلى العبرية ووصلوا إلى مرحلة إطلاق الأسماء العبرية على الشوارع التي هي عربية إسلامية منذ الأزل. وما قاله ليبرمان بغرابته لم يكن الرد عليه لدى بعض العرب إلا أنه غير مقبول وكذلك ما قاله نتن ياهو عن تسريع الاستيطان.. وهذه العبارة أقل حرارة من تعبير الناطق الأمريكي عن الأسف.