يُحكى أن رجلاً كان يطارد «حيّة» ليقتلها وهي تهربُ منه من مكان إلى آخر وهو يلاحقها وكله عزيمة وإرادة في أن يقتلها ،والحية كلها خوف وفزع من أن يظفر بها فيكون مصيرها الموت على يديه ، فكان أن دخلت خيمة لرجل صالح يسكنها، فاستجارت به واستعطفته أن يحميها ممن يطاردها وأن يساعدها بالاختباء حتى لايجدها.. فرق قلب الرجل الصالح لها وأجارها وسمح لها بالاختباء في المكان الذي تريد داخل الخيمة إلا أن «الحيّة» رفضت ذلك وقالت له: لايوجد سوى مكان واحد فقط سوف يخفيني وينقذني من بطش من يطاردني .. فقال لها: وأين هو هذا المكان؟ قالت له أن تسمح لي بالاختباء داخل بطنك فدعني أدخل جوفك وبعد أن يزول الخطر الذي يلاحقني سوف أخرج وأذهب إلى حال سبيلي.. صدقها المسكين وسمح لها كما أرادت وبعد زوال الخطر عنها طلب منها الخروج لكن «الحية» رفضت أن تخرج ، فتفاجأ من رفضها هذا وسألها ماذا تريدين بعد؟ فأجابته: أريد روحك.. فزع الرجل الصالح وقال لها: هذا جزاء إحساني لك وتسامحي معك وإجارتي لك وانقاذك من الموت؟.. قالت له «الحية» وبكل سخرية: لقد أجرت من لاتعرف.. عندها أحس الرجل أنه وقع ضحية تسامحه ورقة قلبه وأنه مقتول لا محالة من قبل هذه الحية الملعونة فقام بالتوسل إليها أن تسمح له بالذهاب إلى عرض الجبل القريب منه لحاجة في نفسه ثم يفعل الله مايريد .. فسمحت له الحية وكان هناك يوجد رجل يعرفه حيث حكى له قصته مع الحية فقال له صاحبه: لقد صدقت الحية في قولها لك «أجرت من لاتعرف» فمثلها لايجار مهما حصل.. ثم قام صاحبه وأحضر له دواءً ليشربه وما أن تناوله حتى بدأ يتقيأ وبكثرة ومع كل عملية قيء كانت الحية تخرج من بطنه ،ولكن مقطعة أوصالاً «قطعة قطعة» حتى تم القضاء عليها وخروج كامل اجزائها من جوف الرجل الصالح.. وهكذا كانت نهاية الحية الملعونة والخبيثة ومصيرها الذي تستحق.. من هذه الحكاية نخلص إلى أن حياتنا اليومية مليئة بالحيّات والأفاعي البشرية التي تشابه حية «الحكاية» السالفة الذكر في المكر والخداع والخبث والحقد ونفث السموم وممارسة الفساد والإفساد في المجتمع بكل خيانة وعمالة ونكران للجميل وبلا ادنى مراعاة للضمير الإنساني والمعتقد الديني والأخلاق الإنسانية.. أناس يلبسون ثياب التقوى وجوهرهم شياطين لا أمان لهم.. أناس يعطيهم المجتمع كل ثقته وأمانته فيخونون هذه الثقة ويتحايلون على الأمانة الملقاة على عواتقهم وينسون أن المجتمع الذي فتح قلبه وجوفه لهم إنما فعل ذلك لهم لحسن ظنه بهم ولكنهم كالحية الخبيثة الأصل والسيئة العشرة ليس لهم من دواء لإنقاذ المجتمع منهم سوى سحب تلك الثقة منهم وتعريتهم بل ومحاربتهم بكل الوسائل الممكنة حتى تتقطع أوصالهم ويذهبون إلى غير رجعة إلى مزبلة النسيان. فمن الشواهد الأقل سوءاً مايلقاه الناس على أيدي ممثليهم في بعض السلطات المحلية علي سبيل المثال من إهمال لشئونهم وضياع لحقوقهم وخيانة المسئوليات الخدمية الملقاة على عواتقهم تجاه ناخبيهم الذين طالما استعطفوهم لنيل أصواتهم وظهروا لهم بمظهر الشرفاء وهم المفسدون وبمظهر الوطنيين وهم لايخدمون ولايهمهم إلا مصالحهم المريضة.. ألا توجد بعض سلطات محلية تمنع المواطن من بناء أرضية له يملكها شرعاً وقانوناً إلا إذا المواطن هذا دفع مايريده .. ولا نقول كلهم لكن السيئين تشتم روائحهم الكريهة فيطغون على أنفاس الأخيار الطيبة ..، ألا يوجد بعض من يسمح لأكوام القمامة أن تعيث أمراضاً في المجتمع ولايكلف نفسه كسلطة محلية معالجة ذلك؟ ثم ألا يوجد من يزايد في اسعار الغاز والخبز خصوصاً في شهر رمضان ولايجد رادعاً يردعه وأما الشواهد الأكثر سوءاً على الوطن أجمع فهي ماتقوم به اليوم العصابه الإرهابية الحوثية من أعمال خارجة عن القانون تقتل الأبرياء تسفك دماء الأطفال تدمر المنازل وتنهب الممتلكات تطرد الناس من بيوتهم تحرق المزارع والثمار تفعل كل المنكرات في صعدة وكلما اشتدت علىها المطاردة من قبل الدولة والقوات المسلحة تتودد عن طريق عملاء لها فيستعطفون القيادة السياسية ويصدر العفو عنهم شريطة توبتهم النصوحة لكنهم ما أن يشعروا بالأمان حتى يصبح موقفهم أكثر شراً وسوءاً وخبثاً كالحية الملعونة تماماً.. فهل نفع التسامح مع هؤلاء وهل يفيد التراضي مع من يسعى في الأرض فساداً.. ألا يستحقون إذن ما يتلقونه اليوم من ضربات موجعة تقطع أوصالهم من قبل قواتنا المسلحة والأمن الباسلة يقود زخمها المتوثب فخامة القائد والزعيم الجسور علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومن خلفه الشعب ودعمه المنقطع النظير للعمليات العسكرية الجارية اليوم في صعدة ضد تلكم الحيات والافاعي البشرية الحاقدة على مجتمعها ووطنها .. فهل يصبح قرار التعليق للعمليات مع هذه العصابات إلا فرصة لهم لالتقاط انفاسهم وهل يخدم أي وقف للنار إلا المتمردين الخارجين عن القانون وينعكس سلباً على هيبة الدولة وفلماذا نعطيهم هذه الفرصة؟ وليس أمام هذه التجربة للقيادة والشعب غير الحسم والحسم النهائي حتى تصبح الحيات الحوثية أمام مصيرها التي تستحق.. ألم يخونوا العهود ولم يحترموا إجارة القيادة لهم عبر الحروب السابقة ولكنهم لايراعون تسامحاً ولاعفواً وأعمالهم غير المشروعة أليس لها إلا الأعمال المشروعة عسكرياً حتى الحسم النهائي؟ أليس ماوقعت فيه القيادة السياسية مع الحوثيين ومع عصابات الحراك ومن يقودهم ومع المعارضة المقنعة بالقانون ووجوهها الحقيقية لاتحترم ادنى ابجديات القانون والشرعية الدستورية والثوابت الوطنية أليس ماوقعت فيه يتساوى مع مايقع المجتمع الصغير فيه على مستوى الدائرة مع أناس ما أن يصيح رجل سلطة محلية حتى ينسى أصله وفصله وثقة الناس به وشعاراته وبرامجه بل أن بعضهم يبدأ بالتطاول على من حملوه على اكتافهم يوم كان قابلاً للحرق والسقوط وليته سقط..؟ أليس تلك المشاهد ليس لها سوى معنى واحد هو أننا نقع احياناً وبحسن نية فنجير من لانعرفهم فكراً وسلوكاً واخلاقاً من جنس الحية السامة والمسمومة.. وماعلينا حتى لاتصبح حياتنا وحياة الوطن رهينة لهم إلا الاستمرار في تناول الدواءالمناسب عن طريق شحذ همم القوات المسلحة في صعدة وفي كل مكان فيه الخارجون عن القانون والشرعية والثوابت الوطنية وعن طريق إعادة النظر على مستوى مجتمعاتنا الصغيرة تجاه بعض الأشخاص الذين حسبنا وجوههم أليفة وقلوبهم رقيقة وضمائرهم حية وحبهم للوطن والمواطن فوق كل اعتبار لكنهم خدعونا فوقعوا في شباك الفضيحة وسوف ينالون الجزاء من جنس العمل ولن تتكرر الثقة والتسامح مع من ويسيء إلى شعبه ومنجزاته ويخون أماناته وثقة مجتمعاته ويكفينا إجارة من لانعرفه أو من تتأخر معرفتنا لهم.. ولكن : إذا خدعتني أول مرة فأنت الملوم» أما المرات الأخرى فلن نجير إلا من نعرفه بإذن الله تعالى.