شاب صغير هداه فكره بعد أن رأى أن الأفاعي تقتل في السنة خمسين ألفاً من الناس وبضعة آلاف في أمريكاأن يتخصص في هذا الصنف من الكائنات صيدا ووقاية وعلاجاً إنه السيد آل كروز. فقد بدأ هذا الرجل منذ عام 1998 م بتصنيف كل أنواع هذه الآلات القاتلة من الأفاعي الموجودة في أمريكا وإلقاء القبض عليها وحلبها ثم حقن كميات بسيطة من سمها الفتاك في دم الخيل لتشكيل مضادات السموم وأخذ المصل المكثف لحقن المصابين حسب نوع الأفعى فقد تكون عملاقة وغير مؤذية وقد تكون صغيرة لا يؤبه لها مثل المرجانية وهي من ألعن الأنواع. ويقول هذا الفدائي أن الأفعى كائن لطيف ولكن نحن لا نحسن التعامل معه. وأعجب من هذا ما عرضته قناة الديسكفري عن شريكه في العمل وهو شاب في الثلاثينيات ايرني جيلسون الذي يربي الأفاعي الهائلة في حديقته الخلفية وابنته الطفلة الصغيرة تلاعب الأفاعي العملاقة ولا تعمل لها شيء لأنها تداعبها بنعومة وذهلت وأنا أرى انسياب الأفعى على عنق ورأس الطفلة بدون أذية. والمهم فهذا المركز موجود في ميامي في فلوريدا ويورد بضاعته بطائرات خاصة وسيارات لكل مكان في أمريكا والعالم وهو في صدد أن يوسع أعماله كما فعل السويدي الجني السيد ايكيا الذي ليس من مكان في العالم من مدن هامة إلا وله فرع في المفروشات المنزلية ومنها الرياضوجدة فهذا الرجل اهتدى إلى فكرة الأثاث القابل للفك وأنا شخصيا كل بيتي من فرش هذا العبقري الذي ضرب رقم الملياردير ولم يكن غنيا من قبل وإن كان في الأخير بدأ يميل إلى الإنتاج التجاري. يقول آل كروز : حالما تقع الإصابة نتصل على التلفون لمعرفة نوع الأفعى حتى نحمل صندوقا مرتعا بالترياقات المناسبة وأحيانا تلدغ الأفعى وتهرب فلا يعرف المصاب شخصيتها فيعرضون له كاتالوج مثل أنواع الأقمشة والسيارات لتحديد نوع الحية التي عضت على وجه التقريب. والترياق غالٍ ويمكن أن تصل الجرعة الواحدة إلى 1500 دولار ولكن حتى تستحصل فهو عمل مصنعي دقيق. وقد يحتاج المصاب إلى عشر حقن ويزيد أي قد يشتري حياته بحوالي 15 إلى عشرين ألف دولار وهي رخيصة أمام الحياة. وعلى المصاب أن يعالج الإصابة كما يقول هذا الشاب الموهوب مثل الكسر فلا عصر ولا مص ولا جرح ولا ثلج بل عدم الانفعال والاضطراب لأنه يسرع تسرب السم في البدن. والسموم أربعة ومنها الخطير خاصة الكوبرا التي تشل الجهاز العصبي فيموت الإنسان اختناقا ومنها التي تحل الدم ومنها الاثنان معا. والعبرة ليس في كبر حجم الأفعى بل فعلها والكبيرة مثل الاناكوندا تخنق والصغيرة تحمل السم الناقع. والرجل يستدعى ليس فقط لإعطاء الحقن بل لإلقاء القبض على الشارد منها. وكلما رأيت أمثال هؤلاء المغامرين الجسورين اعرف على كتف من تتكئ البشرية.