التسلُّق على أكتاف الغير، والجحود بحق من أحسن إليه وآواه، والتنكر لأصله ونسبه ، والانسلاخ عن جلدته ، ولبس قميص غيره.. والاصطفاف مع من يدفع أكثر ، والاستعداد الدائم لذرف الدموع ، والولولة والتباكي مقابل ما يعطيه أسياده من فتات. تلك هي سمات «محمد سالم شعلان» الذي تنكّر لاسم جده «شعلان» واستبدله منذ أن قدم إلى عدن من جيبوتي ب«باسندوة». كثيرون لا يعرفون أن من يُدعى محمد سالم باسندوة ليس من أبوين يمنيين ، ويعتقدون أنه ينتمي جغرافياً إلى حضرموت التي اشتهر ألقاب أبنائها بالبداية بكلمة «با»، مع أن الحقيقة التي لا يعلمونها تؤكد أن الرجل اتخذ من لقب «باسندوة» جواز مرور لاكتساب مشروعية المواطنة اليمنية واسمه الحقيقي « محمد سالم شعلان » قدم في أربعينيات القرن الماضي إلى عدن من جيبوتي وتحديداً من منطقة «زيلع» بمعية ثلاثة من إخوانه، إذ يأتي ترتيبه الثاني بعد أخيه الأكبر عبدالله سالم شعلان ويليه أبوبكر سالم شعلان - ومعروف سالم شعلان - وقد تبناه التاجر أحمد باسندوة الذي كان يعمل آنذاك في بيع التمباك بعدن وتحديداً في شارع سند حالياً خلف مسجد العسقلاني بمدينة كريتر .. عطفاً عليه وشفقة على إخوانه لأنه كان من غير المسموح للأجانب آنذاك التعلم في المدارس فما كان من التاجر الشهم إلا أن منحه لقبه ليتمكن من التعليم وأصبح منذ ذاك التاريخ يدُعى محمد سالم باسندوة . نال مع شقيقه عبدالله قسطاً من التعليم وتفرغ فيما بعد للعمل الصحفي واصدر صحيفة ، ونظراً لارتباطه واسرته بالمستعمر البريطاني فقد ترشح اخوه عبدالله سالم شعلان لانتخابات المجلس التشريعي بدعم من المخابرات البريطانية حيث تبوأ منصب وزير المالية بحكومة الاتحاد. لقد وجد محمد شعلان في عطف التاجر «باسندوة» ضالته خصوصاً وإن ذاك التاجر كان له ارتباط سياسي في خمسينيات القرن الماضي بجبهة التحرير وهو ما أفسح المجال للمدعو محمد سالم شعلان من الانضمام إلى الجبهة، وعقب عقد المؤتمر التوحيدي بين الجبهة القومية وجبهة التحرير في 31 يناير 6691م نزح إلى تعز مع أقرانه عبدالله الأصنج ، وأحمد حنش ، وعبدالله علي عبيد ، وحسين عبده عبدالله، وظل في تعز ولم يعد إلى عدن ، وهو ما تُنفى عنه المشاركة في مسيرة النضال ضد المستعمر البريطاني. ولأن ديدنه الجحود ونكران الجميل فقد تنكر لرفاقه قيادة جبهة التحرير الذين هربوا إلى تعز عقب الاقتتال بين الجبهة القومية وجبهة التحرير بعد الاستقلال واستفرد وشلته الذين على شاكلته بالدعم الذي كان يقدم لجبهة التحرير من الشيخ زايد ودول الخليج. تسلّق على أكتاف الغير وبالخداع والمكر تبوأ حقائب وزارية تمكّن من خلالها تحقيق رغباته، استولى على عائدات القنصليات وذهب يصرفها على نزواته في لندن وسويسرا، وعندما انكشف أمره وتم إقصاؤه عاد ليتحالف مع ناهبي ثروات الوطن ويساهم مع أفاعي المشترك في صياغة مشروعهم التآمري ضد الوطن. لذلك لا غرابة أن انغمس شعلان الذي يُدعى «باسندوة» في العمالة والتنكر لفضل الوطن عليه، خصوصاً وإنه قد تنكر لأصله ونسبه .من يتنكر لأصله وفصله لايؤتمن على مستقبل وطن . اليمن لن يدافع عنها ويحميها إلا أبناءها وليس النازحين من القرن الافريقي.ولله في خلقه شؤون.