منذ أن اختفت أنشودة : «ياعامل النظافة ياعامل شريف» بسبب اختفاء برنامج الأطفال «افتح ياسمسم» لم نعد نسمع أي شيء يواسي عامل وعاملة النظافة ويشجعهما على العمل في مناخ لا يبعث على الملل أو القرف أو الإحساس بالتهميش والعدمية.. والعداء السافر للبيئة. } ولست هنا في وارد الحديث حول تهميش المهمش براتب يستفز حتى استراتيجية الأجور غير المرضي عنها.. وإنما الحديث حول دورنا كمواطنين في التعاون مع أنفسنا تمسكاً بما تبقى من صحة.. } براميل القمامة موجودة.. لكن المواطن الذي هو «نحن جميعاً» يتعامل مع مهمته ودوره بسلبية وأحياناً بعدوانية تصل حدّاً يستدعي تكرار «اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه». فمن إيكال مهمة إخراج كيس القمامة إلى أصغر الأطفال فيضعها خارج البرميل إلى وضع القمامة في الأرصفة بعد أن تكون سيارات القمامة غادرت وكأنه مطلوب سيارة نظافة لكل مواطن، رغم مايصدر عن هذه السيارات من التنبيه المميز لسكان الحارات..! } هذا الذي يهتم بنظافة بيته.. لماذا يحرص على أن يكون الشارع محاصراً بالنفايات ويتعامل بعبث مع برميل وسيارة النظافة..؟ وما هو التفسير لكون عامل النظافة مطالباً بالعودة إلى أماكن سبق وأن جمع مايلقيه المارة من العبث على مدار الساعة.. } قد يقال أين الضبط للمخالفات..؟ وهو سؤال مشروع لا يلغي السؤال الآخر، وأين الوازع الأخلاقي والديني، ومتى يتصرف بعضنا تجاه الأحياء التي يقطنونها والشوارع التي يمرون فيها كبني آدم.. لا أكثر ولا أقل..؟!